الدوار يلازمني وأشعر بكهرباء أو رعشة في جسمي.. ما الحل؟

0 194

السؤال

‎السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 سنة، أتاني وسواس الموت لمدة شهر تقريبا، وبعدها بشهر بالضبط أحسست أن الدنيا تغيرت فجأة، وأصبح كل من حولي غريبا، وأستغرب من نفسي، وعندما أسمع اسمي أستغرب، وكأني لست أنا، أفكاري مضطربة، وأشعر أني مشتتة وضائعة، أكاد أن أصاب بالجنون.

لا أشعر بشيء نهائيا لا سعادة ولا حزن، لا يمكنني تحمل الضوء أبدا، أشعر بتعب ولا يمكنني الرؤية الواضحة، لا أشعر بالوقت أبدا، اشعر أنه سريع أبدا، كل من حولي لا يشعر أن بي شيئا ولكني أموت داخليا.

الدوار يلازمني وأشعر مثل الكهرباء أو الرعشة في جسمي وأطرافي لا يمكنني وصفها تأتيني عندما أتحرك، أو أغير وضعية جسمي، ويأتي معها عدم الرؤية الواضحة، تأتي ثوان وتذهب، هل هذا من أعراض القلق أم مرض في رأسي؟

استخدمت دواء سيبرالكس لمدة شهرين تقريبا وتركته؛ لأني لم أشعر بتحسن أبدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا أرى أن سبب معظم أعراضك هو القلق النفسي، القلق النفسي يؤدي إلى المخاوف، والخوف من الموت هو أحد المخاوف الشائعة جدا، ونحن دائما نقول أن الناس يجب أن يكون خوفها من الموت شرعيا، وليس مرضيا، وشعورك بالتغرب، وبالاستغراب هذه حالة معروفة أيضا مرتبطة بالقلق وتسمى باضطراب الآنية، والشعور بأن شيئا كالكهرباء أو الرعشة يسري في جسمك، هذا أيضا سببه القلق.

أنا أرى -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تذهبي وتقابلي الطبيب، تقابلي الطبيب الباطني أو طبيب الأعصاب ليتم فحصك تجرى لك الفحوصات المختبرية اللازمة، وذلك من أجل أن تطمئني على صحتك العضوية، هذا الكلام أقوله لك وأنا مقتنع تماما أن الحالة نفسية مائة في المائة.

لكن أشارت الدراسات أن إجراء الفحوصات في حد ذاته نوعا من الوسائل التي تطمئن الناس كثيرا حول صحتهم، وبعد أن يطمئن الإنسان تبدأ الأعراض النفسية في الزوال هذا مهم جدا، وبعد أن تتأكدي من الفحوصات عليك بممارسة شيء من الرياضة، أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة مهمة جدا، احرصي على أن تنامي نوما ليليا مبكرا، النوم العميق وحين يكون في أثناء الليل يجعل الإنسان يستيقظ وهو في وضع مريح جدا؛ لأن خلايا الدماغ يتم ترميمها في أثناء الليل، عليك أيضا بأن لا تكثري من شرب الشاي والقهوة خاصة في فترة المساء.

حاولي أن تديري وقتك وتوزعيه وتنظميه بصورة ممتازة، يخصص وقت للأنشطة الحياتية المختلفة، احرصي على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم على وجه الخصوص، أحرصي أن يكون لديك برامج ترفيهية ممتازة، وأن يكون لك أيضا نشاط منزلي، وبر الوالدين دائما هو أحد الوسائل الطيبة التي تزيل القلق والتوترات، وقطعا الصلاة لا بد أن تكون في وقتها.

أرجو أن لا تستعملي دواء، السبرالكس أو غيره يجب أن يكون باستشارة الطبيب، -وإن شاء الله تعالى- من خلال هذه التطبيقات، وبعد أن تتأكدي من الفحوصات قد لا تحتاجين لدواء، وإن لم تتحسن حالتك هنا أقول لك أذهبي إلى الطبيب النفسي ليصف لك دواء مناسبا، ومن أجل المزيد من الإرشاد، عموما مهما كانت مخاوفك حول هذه الحالة أنا أؤكد لك أنها سوف تزول، وأنها مؤقته هذا مهم جدا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات