السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب عمري 24 سنة، سأوضح لكم مشكلتي منذ البداية، ففي أحد الأيام أكلت مخدر المعجون المعروف بكثرة في المغرب، وشعرت بعدها بدوخة غريبة وخوف، وارتخاء في التكلم، فذهبت للنوم، وبدأ جسمي يرتعش ويرتجف بقوة، وفي الصباح تحسنت حالتي قليلا، ولكن حدث لي ارتفاع في الضغط.
لم أذهب للطبيب، ولكن بعد أسبوع أدركت أن حالتي النفسية تغيرت، ولم أعد كالسابق، حيث أشعر بالحزن أحيانا، والقلق والخوف من الجنون أو الإصابة بأي شيء بسبب المعجون الذي أكلته.
مرت 3 أشهر وأنا على حالتي هذه، ولم أذهب للطبيب النفسي، وأقول أنني سأتحسن مع الأيام، بالفعل تحسنت حالتي كثيرا بنسبة 70%، ولكن الضغط في رأسي يخف أحيانا ويزيد أحيانا أخرى، وأعاني من الدوخة أيضا، وأحيانا أفزع عند سماع أي صوت مفاجىء، وقليلا ما يحدث معي شعور غريب لا أستطيع السيطرة عليه، وأتساءل: هل أنا في حلم أم واقع، وأحيانا أشعر بقلق وتقلب في المزاج، وحزن خاصة آخر النهار، وحالة أخرى أعاني منها هي كثرة التفكير في وقت النوم.
أواظب على الصلاة، وأذكار الصباح والمساء -والحمد لله- وكل ما ذكرته في استشارتي أسيطر عليه، وأحاول أن أنسى وأعيش حياتي الطبيعية، هذه الأعراض التي أشعر بها في الحقيقة، وأرجو منكم الإجابة والتوضيح للاطمئنان.
مر على هذه الحالة 6 أشهر، فهل يمكنني أخذ الدواء، وهل سيتم الشفاء بسهولة؟
أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصعب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
ما حصل معك له علاقة مباشرة بمخدر المعجون الذي تعاطيته، وفي مجمل هذه الأعراض التي تشكو منها هي أعراض قلق وتوتر، ضغط الرأس، والدوخة هي أعراض بدنية للتوتر والقلق النفسي، الانزعاج من الصوت العالي من أهم أعراض القلق والتوتر، دائما الشخص القلق والمتوتر لا يحب الأصوات العالية، والإحساس بشعور غريب، أو كأنك غريب، أو كأنك في حلم، أيضا هذا من أعراض القلق، وتقلب المزاج، طبعا له علاقة بالشعور بالقلق المستمر، وكثرة التفكير.
الحمد لله أنك مواظب على الصلاة، وهذا يؤدي إلى الطمأنينة والسكينة، وأرى أن تراجع طبيبا نفسيا لأنك تحتاج إلى دواء لمساعدتك في بقية الأعراض التي ما زالت موجودة ، أو تحتاج إلى جلسات نفسية فقط للاسترخاء، ومرور ستة أشهر على الحالة لا يعني أنه لا يمكن أن تستجيب للدواء، بل يعني أنك عانيت أطول مما يجب، والعلاج يمكن أن يقصر فترة هذه المعاناة التي عانيتها، ولكن لا يؤثر على الاستجابة، أي أن طول مدة الأعراض لا تؤثر على الاستجابة للدواء، خاصة في القلق والاكتئاب.
هذا الشيء يحدث في الأعراض الذهانية أو في الاضطرابات الذهانية، فكلما كان التدخل الدوائي مبكرا كانت الاستفادة أفضل، ولكن في حالة القلق والتوتر فيمكن أن تحصل الاستجابة بعد فترة طويل، كل ما في المشكلة أنك عانيت أكثر من اللازم، وما كان ينبغي أن تعاني منه طيلة هذه المدة، لذلك -يا أخي الكريم- أنصحك بمقابلة الطبيب النفسي، حتى يقرر إذا كنت تحتاج إلى دواء أم لا، وما هو هذا الدواء، أو يمكن أن تتعالج من خلال جلسات نفسية فقط؟
وفقك الله وسدد خطاك.