السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور الفاضل/ محمد عبد العليم.
عمري 19 سنة، سبق وأرسلت استشار للدكتورة الغالية/ رغدة عكاشة -حفظها الله وأسعدها-، وقد أخبرتني أن لدي اضطرابh هرموني، فسألتها إن كانت له تأثيرات على الجانب النفسي، فأخبرتني أن بعض الاضطرابات مثل ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻫﺮﻣﻮﻥ ﺍﻟﺤﻠﻴﺐ، ﺃﻭ ﺧﻠﻞ ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﻜﻈﺮﻳﺔ يؤثر على الحالة النفسية، فأردت أن أسألك يا دكتور من الناحية النفسية، فما هي الآثار والمضاعفات الجانبية لهذه الاضطرابات الهرمونية على الصعيد النفسي؟
أيضا أعاني من الرهاب الاجتماعي، وأشعر دائما أني مراقبة من الناس والأهل، رغم علمي التام أن هذا من نسج الخيال، ولكني لا أستطيع تجاهل هذا الشعور المزعج مهما حاولت، فهل لهذه الاضطرابات الهرمونية علاقة بالرهاب واضطرابات القلق؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يكفيني أني مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله التوفيق والسداد للجميع، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
الاضطرابات الهرمونية بصفة عامة قد يكون لها بعض التأثيرات على الحالة النفسية والوجدانية وحتى العقلية للإنسان، لكن هنالك تفاوت، وهنالك تباين ما بين الناس، أي أن بعض الناس لديهم قابلية أكثر لأن يؤثر عليهم الاضطراب الهرموني دون غيرهم.
أكثر الهرمونات أهمية من حيث الناحية النفسية هو هرمون الغدة الدرقية، فارتفاع هذا الهرمون يؤدي حقيقة إلى قلق نفسي، وإلى توترات شديدة، وإلى سرعة في الانفعال، وحالة مزاجية متعسرة.
أما انخفاض هذا الهرمون فيؤدي إلى التكاسل والإجهاد النفسي السريع، وقد يؤدي إلى الاكتئاب النفسي، وقد يؤدي إلى ضعف التركيز، وكذلك شيء من التوجس والظنان وعدم الشعور بالاطمئنان حيال نوايا الآخرين، أي: يكون الإنسان في حالة شكوكية.
بالنسبة للهرمونات الأخرى كالكورتيزون مثلا والذي تفرزه الغدة فوق الكلوية: ضعف الإفراز يؤدي إلى متلازمة تعرف بـ(متلازمة أديسون Addison's disease)، وهذه قد تكون مرتبطة بالاكتئاب النفسي، والحالة الثانية هي: (متلازمة كشينج Cushing's syndrome)، وهذه تنتج من ارتفاع إفراز هذه الهرمونات، وهذه تؤدي في بعض الأحيان إلى نوبات هوس.
أما بالنسبة لارتفاع هرمون الحليب (برولاكتين Prolactin): فهو قد يؤدي إلى شيء من القلق البسيط، ليس أكثر من ذلك، وارتفاع هرمون الحليب سببه في معظم الأحيان بعض الأدوية، خاصة الأدوية النفسية، قد تؤدي إلى ارتفاعه.
أما خلل الغدة الكظرية فقطعا يؤثر على الكثير من الغدد الأخرى في الجسم، مما ينتج عنه عدم توازن هرموني عام، وهذا قد ينتج عنه اضطرابات نفسية عامة أيضا.
بالنسبة لوضعك، وهو معاناتك مع شيء من الخوف والرهبة الاجتماعية: أراها حالة بسيطة -إن شاء الله تعالى-، من خلال تحقير هذه الفكرة، ومن خلال إشعار نفسك بالاطمئنان، والإصرار على التفاعل النفسي الإيجابي، وأن تقتحمي وتخترقي المخاوف، هذا مهم جدا، فعلى سبيل الفصل الدراسي مثلا: دائما اجلسي في الأمام، دائما كوني مثابرة، كوني صاحبة مبادرات، وكذلك على النطاق الأسري يجب أن يكون لك مشاركات فاعلة، مارسي بعض الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، أيضا طبقي بعض التمارين الاسترخائية.
أعتقد هذا يكفي تماما لعلاج هذا النوع من الرهبة والخوف الاجتماعي البسيط.
إذا المبدأ العام هو تحقير فكرة الخوف، والمواجهة، والإكثار من المواجهة، وتجنب التجنب الاجتماعي، هذا مهم جدا.
بالنسبة للاضطرابات الهرمونية: لا علاقة لها بالرهاب، ولكن كما ذكرت لك قد تساهم في بعض الأحيان بالإصابة بالقلق البسيط.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.