السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
عمري 21 سنة، طالبة جامعية، توفي والدي منذ سنة إثر سكتة قلبية، وبسبب ذلك تدهورت صحتي، فصرت أراجع المستشفى كثيرا، وعملت تحاليل الدم والغدة والكبد الوبائي والإيدز، وكانت النتائج سليمة.
بعد انتهاء الامتحانات شعرت بآلام في الظهر وتسرع نبضات القلب وضيق التنفس، ذهبت إلى الطوارئ، واتضح ارتفاع الضغط كثيرا، وبعد الرجوع للبيت شعرت بتقلصات في الكتف، وأصبت بوسواس بسبب الضغط، فصرت أقيس الضغط كثيرا، وأنتقل من صيدلية إلى أخرى لقياس الضغط.
راجعت الطبيب، وتأكد من سلامتي من كل شيء، وأخبرني أنه بسبب التوتر ووصف لي حبوبا للغازات، لكني ما زلت أشعر بضيق التنفس، وأخاف من الموت، وأحس بأني مصابة بتصلب الشرايين، وشعرت بزغللة في العين، وأخبرني طبيب العيون: أني سليمة، وعملت تخطيط القلب، وكانت النتيجة سليمة، فهل نتيجة التخطيط توضح حالة تصلب الشرايين؟
علما أن أختي مسحورة، ولذلك أنا أتعالج بالرقية الشرعية لأني أعاني من سقوط الشعر، وتزداد الحالة مع الدراسة، وأتقيأ كلما أكلت دسما.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ smoo حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ما تعانين منه هي نوبات هلع وقلق نفسي، ولها ارتباط وثيق بوفاة والدك - رحمه الله - وحتى أعراض القلق النفسي كلها تتمحور حول السكتة القلبية وأمراض القلب، هي السبب في وفاة الوالد، وهذا الأمر شيء شائع، عند وفاة شخص نحبه فعادة تكون الأعراض شبيهة لما كان يشكو منه عند المرض.
فإذا - يا أختي الكريمة - تعانين من نوبة هلع، وقلق وتوتر واضح، وله علاقة وثيقة بوفاة والدك -غفر الله له ورحمه-.
لا تحتاجين إلى الاستمرار في الفحوصات المتعددة، لأن معظم الفحوصات أثبتت خلوك من أي اضطراب في القلب، خاصة وأنت صغيرة، عمرك واحد وعشرون سنة، اضطرابات القلب في هذا السن نادرة جدا، إلا إذا كانت هناك اضطرابات خلقية.
يا أختي الكريمة: واضح جدا من رسالتك ما تعانين منه، هو هلع وقلق وتوتر نفسي، وهذه أعراض بدنية أو جسدية للقلق، وتتمحور حول القلب، لأن هذا ما كان يعاني منه والدك - رحمه الله تعالى -.
تحتاجين إلى مقابلة طبيب نفسي، وإلى جلسات نفسية، لتتحدثي عن وفاة الوالد، قد يكون ما زال هناك حزن دفين في داخلك لم تستطيعي التعامل معه والتخلص منه، وما زال لوفاة الوالد أثر في نفسك، وهذا ما يحدث معك الآن، تحتاجين إلى مراجعة طبيب نفسي لعمل جلسات نفسية حتى تتحسن الحالة، وإن رأى أنك تحتاجين إلى أدوية لفترة محددة فلا بأس من ذلك، ولكن المهم هو العلاج النفسي لمساعدتك في التخلص من هذه الأشياء التي تعانين منها، وليس الانخراط في عمل الفحوصات التي لا طائل منها.
وفقك الله وسدد خطاك.