السؤال
السلام عليكم..
عمري 23 سنة، أنهيت دراستي الجامعية منذ سنة، والتعب بدأ معي منذ سنتين، حيث أصابتني انفلونزا شديدة، وبعدها حصل لي قصور في الدورة الدموية في الأذن الداخلية، وهذا الأمر سبب لي اضطرابا في التوازن وغثيانا، وتعالجت منه، ولكن بعد 6 شهور رجع لي نفس الوضع مرة أخرى، وطلب مني الطبيب عمل أشعة على فقرات رقبتي، وعملتها، والنتيجة سليمة، ورسم اتزان، وعملته، والنتيجة التهاب في عصب الاتزان، وأخذت علاجا لفترة عبارة عن سيلوبريد وبيتاسيرك، ولكن الآثار الجانبية للكورتيزون كلها ظهرت علي أتعبتني جدا، وأوقفته تدريجيا، وإلى الآن أنا أعاني من هذه الأعراض، وكل يوم تزيد الأعراض، وأصبحت أصاب بصداع شديد يبدأ من مؤخرة الرأس ثم يغطي كل الرأس وأحد الجوانب، وتصيبني زغللة شديدة، وطنين شديد، وغثيان لدرجة أني ذهبت لطبيب باطني، ونبضات قلب سريعة جدا وأحيانا بطيئة، على الرغم من سلامة رسم القلب.
كما أعاني من وجع في كتفي الأيسر، وضيق في التنفس، وأحيانا أحس أني سأموت فعلا، على الرغم من سلامة كل التحاليل والأشعة التي عملتها سواء للمخ أو للدم أو للقلب.
وقد مضى علي سنة، وأنا أعاني من هذه الأعراض، لدرجة أنها سببت لي أفكارا سلبية جدا بأني أعاني من مرض خطير، وأني سأموت.
وأصبحت أخاف من مجرد سماعي عن خبر وفاة أحد ما، أو أن أستيقظ من نومي وأشعر بأني لا أستطيع أن أتنفس، أو أن جسمي سيقع.
انخفض وزني جدا، ولم أعد أستطع النوم جيدا، ودائمة التفكير، مع العلم أني تابعت مع دكتور أنف وأذن، وأكد لي بأن ما أعانيه كان بسبب خلل في الأذن الداخلية، وتعالجت لمدة 6 شهور، ولكن لا زلت أشعر بهذه الأعراض وبشدة.
أرجو أن تساعدوني لأني لم أعد قادرة على ممارسة حياتي بشكل طبيعي كما في السابق.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ توتا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن الواضح وجود جزء نفسي في حالتك الصحية يتمثل في: نقص الوزن بسبب فقدان الشهية، وحالة الأرق أو اضطراب النوم، والصداع والدوخة، والخوف من الموت، وضيق التنفس، والتفكير السلبي، وكل هذه الأعراض قد تكون مرتبطة بمرض الاكتئاب.
والاكتئاب مرض ككل الأمراض، يحدث بسبب خلل في الهرمونات الموجودة في المخ، مثل هرمون سيروتينين ودوبامين، وضبط مستوى تلك الهرمونات بمساعدة أدوية الاكتئاب يعجل بالشفاء؛ ولذلك لا يعتبر الاكتئاب ضعفا في الشخصية أو في الإيمان بقدر ما هو مرض عضوي يحتاج إلى المساعدة في العلاج.
وتحتاج أدوية الاكتئاب إلى فترة أكثر من أسبوعين حتى يبدأ تأثيرها بشكل واضح.
ولذلك عند البدء في تناول الدواء يجب الصبر بعض الوقت حتى يظهر تأثير الدواء في تحسن الأعراض التي تعاني منها، ومن أشهر الأدوية التي تعالج الاكتئاب هو دواء Cebralex 10 mg، حيث نبدأ بجرعة 10 مج لمدة شهر، ثم جرعة 20 مج لمدة 4 شهور، ثم جرعة 10 مج مرة أخرى لمدة شهر، ثم تتوقف عن العلاج.
ومن بين الأدوية المناسبة أيضا وأرخص في الثمن وهو دواء جيد هو Prozac جرعة 20 مج، ويتم تناوله لمدة 6 شهور.
وهناك جزء عضوي يتمثل في نقص فيتامين (د) وفيتامين (B12)، وربما فقر الدم أو الأنيميا، ونقص الأملاح المعدنية الضرورية للعمليات الحيوية داخل جسم الإنسان.
ومن المعروف أن النقص الحاد في مستوى فيتامين (د) يؤدي إلى الاكتئاب، وإلى الشعور بضيق التنفس، بالإضافة إلى آلام المفاصل والعظام، وكثير من الناس يعانون من نقص فيتامين (د) لعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة، ولعدم الحصول عليه في صورة كبسولات أو حقن، ولذلك ويمكنك أخذ حقنة فيتامين د 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، وتكرر بعد 4 إلى 6 شهور، لأنه ضروري جدا لتقوية العظام، وتجنب مرض الهشاشة فيما بعد.
مع ضرورة أخذ حقن مغذية للأعصاب neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، ولا مانع من تناول كبسولات مسكنة للألم عند الضرورة، مثل celebrex 200 mg مرتين يوميا؛ لما لها من فائدة في مساعدة الأدوية النفسية لإتمام العلاج، مع ضرورة تناول مجموعة من الفيتامينات مثل: رويال جلي، واأوميجا 3، بالإضافة حبوب تحتوي على الحديد وعلى فوليك أسيد، وسوف يمن الله عليك بالصحة والعافية.
وفقك الله لما فيه الخير.