السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أعاني من نوبة هلع، ذهبت للطبيب النفسي، أعطاني سبرالكس 10 ملح، وبعد شهر زاد الجرعة 20 ملج، وبعد شهر آخر زادها 30 ملغ، وفي الشهر الذي يليه زدتها دون مراجعة الطبيب لأربعين ملغ.
ما زلت على سبرالكس بجرعة 40 ملج، ودقماتيل 50 ملج، ولكسوتانيل بجرعة 6 ملج، منذ 15 يوم، وأشعر بالتحسن بنسبة بسيطة جدا، وأرغب بتغير سبرالكس إلى سيروكسات، فكيف يكون ذلك لتجنب الأضرار الجانبية؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي الكريم: أول ما أنصحك به هو ضرورة الذهاب إلى الطبيب النفسي، لأنك تتناول جرعات عالية جدا من السبرالكس، وكذلك من اللوكستونيل، هذه الجرعات ليست جرعات صحيحة -يا أخي الكريم- وسلامتك فوق كل شيء، والدواء حين يتخطى الطيف العلاجي -أي يدخل في مستويات الجرعات العالية حتى وإن لم تكن سمية- فهذه الجرعات لا فائدة علاجية منها.
فيا -أخي الكريم-: أول خطوة يجب أن تذهب إلى الطبيب، والطبيب سوف يقوم بإجراء تخفيف السبرالكس، وهذه أول خطوة يجب أن تتخذها، بأن يخفض مثلا بمعدل خمسة مليجرام أسبوعيا حتى تصل إلى عشرين مليجراما، وهي الجرعة العلاجية، وتظل عليها لفترة شهر على الأقل، تعطي نفسك فرصة أخرى على الجرعة العلاجية.
واللوكستونيل دواء حقيقة سيء -مع احترامي الشديد لمن وصفه لك-، لكن هذه الجرعة جرعة كبيرة، وأنا لا أعطي هذه الجرعات أبدا، كل ما أعطيه هي واحد ونصف مليجرام إلى ثلاثة مليجرام في أقصى الحالات، بشرط ألا تزيد مدة تناول الدواء عن ستة إلى ثمانية أسابيع، هو دواء جيد في الحالات الحادة، وإذا استعمل برشد، لكن مثل هذه الجرعات -أي ستة مليجرام- هي جرعة تعودية ولا شك في ذلك، فحاول أن تتدرج وتتخلص منه، وبعد ذلك يمكن أن تنتقل إلى أدوية أخرى، لكن هذا يجب أن يتم بإشراف الطبيب.
وأنا حقيقة أنبهك -أخي الكريم خالد- لشيء مهم جدا، وهو: أن تأخذ بالآليات العلاجية الأخرى، نحن كثيرا ما نعتمد على الدواء فقط، الدواء نعم يساعد، لكن فعاليته ليست أكثر من ثلاثين إلى أربعين بالمائة، الآليات الاجتماعية والسلوكية والإسلامية، وتطوير المهارات الاجتماعية، والتفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، وحسن تنظيم الوقت، هذا هو الذي يعطيك الحياة الإيجابية، ويزيل عنك الأعراض النفسية أيا كانت.
فأرجو -أخي الكريم- أن تراجع طبيبك، وبارك الله فيك، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.