السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
منذ حوالي سنتين بالضبط شعرت بالصدفة بوجود كرة خلف أذني اليسرى، وذهبت لدكتور وقال: إنها غدة لمفاوية، وفحص جسدي وقال: إن لدي غددا لمفاوية كثيرة في العنق، وتحت الفك والحنجرة ومنطقة الحوض.
فحصت نفسي ووجدت الكثير من الغدد أكبرها بحجم حبة البازلاء، قلقت جدا؛ لأني عرفت أنه يمكن أن يكون سرطانا، فكشفت عند دكتور ثان، وطلبت عمل خزعة، والدكتور أجرى لي عملية جراحية، وأخذ غدة من عنقي، وحللت نسيجيا، -والحمد لله- طلع التهاب، ونسيت الأمر من وقتها.
هذه الأيام لاحظت أن الغدة التي خلف الأذن حجمها أكبر، وأصبحت بحجم حبة الحمص، أو أكبر قليلا، ولا تؤلمني ولا أي شيء، فماذا أفعل؟ وما الحل؟ لأني أخاف أن يكون سرطانا، وظهر الآن أكثر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسيني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلنا قبل ذلك في كثير من الاستشارات أن الغدد الليمفاوية المتحركة والموجودة في زاوية الفك، وخلف الأذن، وفي الإبط، وأعلى الفخذ لها علاقة بالالتهاب المتكرر في تلك الأماكن، حيث إن الغدد الليمفاوية والأوعية الليمفاوية تمثل جزءا مهما من الدورة الدموية لإعادة رشح الخلايا، أو مادة الليمف من جميع خلايا الجسم إلى الدورة الدموية، كأنها تمثل شبكة الصرف الصحي في جسم الإنسان، مع التخلص من الميكروبات الموجودة فيه قبل أن تصل إلى وريد قرب القلب لتصب في الدورة الدموية لكي تأخذ دورتها في الجسم مرة أخرى؛ ولكل عضو من أعضاء الجسم الأوعية والغدد الليمفاوية الخاصة به, تأخذ سوائله المرتشحة وتعود بها إلى القلب.
ومن هنا إذا التهب الفك والأسنان واللثة فإن هذه الغدد في زاوية الفك وخلف الأذن تلتهب أيضا؛ لأن الميكروب وصلها مع السوائل القادمة من المنطقة الملتهبة, وإذا التهبت فروة الرأس حول الأذن، أو التهبت الأذن الخارجة أو الوسطى نجد أن الغدد الليمفاوية خلف الأذن تلتهب وتكبر عن حجها الأصلي، وتتحول من حجم حبة العدس وهو الحجم الطبيعي غير المحسوس إلى حجم حبة الحمص أو البازلاء، ومع تكرار الالتهاب لا تعود تلك الغدد إلى حجمها الأصلي، بل تظل في الحجم الجديد، ولا قلق من ذلك ولا ضرر، ولا تتحول إلى أورام كما تظن.
وهكذا كل منطقة من مناطق الجسم إذا حدث بها التهاب فإن غدد الأوعية الليمفاوية الملحقة بها تلتهب أيضا، ومع العلاج يشفى العضو الملتهب, وتشفى معها الغدد الملتهبة, إلا أن الغدد مع تكرار الالتهاب وشفائه لا تعود إلى حجمها الأصلي السابق كما قلنا, ولكن يكبر الحجم تدريجيا؛ حتى تصل إلى حجم محسوس، وليس منها خطورة, طالما أنها غير منتشرة في أماكن كثيرة في نفس الوقت.
وحتى تطمئن فإن سرطان الغدد الليمفاوية له نوعان هما: هودجيكن Hodgkin lymphoma ولا هودجيكن non-Hodgkin lymphoma ومن السهولة استبعاد الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية عن طريق فحص صورة الدم CBC؛ لأن سرطان الغدد الليمفاوية يسيطر على النخاع العظمي، وهو مصنع كرات الدم البيضاء وكرات الدم الحمراء والصفائح الدموية، ولذلك نجد مريض الليمفوما يعاني من فقر الدم، ويعاني من انخفاض في الصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء، مع زيادة في عدد خلايا lymphocytes.
وبالتالي إذا وجدت صورة الدم لديك طبيعية فلك أن تنسى هذا الموضوع، ولا تفكر فيه، وبالطبع هناك بعض الفحوصات التي تنفي أو تثبت الإصابة بسرطان الدم مثل: خزعة النخاع العظمي Bone marrow biopsy والأشعة المقطعية (CT) scans وأشعة الرنين MRI.
ولا أجدك في حاجة إلى مثل تلك الفحوصات -إن شاء الله- خصوصا مع عدم وجود الأعراض التي تشير إلى سرطان الدم مثل التورم المؤلم في الغدد اللمفاوية، وهو العرض الأكثر شيوعا بالإضافة إلى تورم في الساقين، أو الكاحلين والتعرق الليلي مع ارتفاع درجة الحرارة، وفقدان الوزن وفقدان الشهية مع وجود حكة غير عادية، وتعب غير عادي، والسعال المستمر، وضيق في التنفس، وتضخم اللوزتين، وصداع في الرأس.
وفقك الله لما فيه الخير.