السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة متزوجة منذ سنة، طبعي هادئ جدا، قليلة الكلام، لا أجيد الابتداء بالحديث بأي موضوع، وهذا الأمر سبب لي مشاكل وخلافات مع زوجي، لأنه لا يصدق أن ذلك طبعي، ويعتقد أنني لا أحبه، لهذا لا أتحدث معه، لكنني صدقا لا أجد ما أقوله.
زوجي لا يتكلم كثيرا، وتجمعني معه علاقة حب جميلة، أطلب منكم نصائح لأتمكن من تغيير طبعي لإسعاد زوجي، وتفادي المشاكل.
شكرا جزيلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فحرصك على ما يرضي ويسعد زوجك دليل على حبك له، وإشعار زوجك بالحب يمكن أن يكون بوسائل متعددة، منها: الكلام، والحديث معه، والعناية به، وبما يحب أن يراك عليه من التجمل والتزين والابتسامة، والتصرفات الحسنة، وإشعاره بالاهتمام أثناء دخوله وخروجه، وجلوسه وأكله ونومه.
ويكمن أن تتدربي شيئا فشيئا على الحديث معه بمشاعر الحب الصادقة، من خلال الاطلاع على بعض الكتب الموثوقة، التي تنمي مثل هذه القدرات، وحفظ بعض الالفاظ والعبارات المناسبة لتقوليها له مباشرة، أو توصليها إليه ولو بالرسائل إن صعب عليك الحديث المباشر معه في البداية، وشيئا فشيئا ستتدربين وتبدعين -إن شاء الله- في ذلك.
ولا شك أن الحياء مطلوب من المرأة المسلمة في كل شيء إلا مع الزوج، فينبغي التعامل معه بدون خجل أو حياء فيما يخص المشاعر والأحاسيس، فهما شيء واحد، وقد سمى القرآن العلاقة بينهما باللباس، قال سبحانه: ﴿هن لباس لكم وأنتم لباس﴾.[البقرة: ١٨٧]، أي: هن ستر وإعفاف لكم، وأنتم ستر وإعفاف لهن، لا يستغني بعضكم عن بعض، وهو تعبير بلاغي عظيم لتداخل العلاقة بين الزوجين، وذهاب الكلفة بينهما.
فإذا علم زوجك منك ذلك الحب وتلك المشاعر، فإنه سيعذرك في قلة الكلام معه، ويجب أن تشعريه كما قلنا بالحب عمليا وممارسة، فالكلام الرومانسي الكثير من بعض الزوجات ربما يفسده التعامل والممارسة العملية الباهته؛ فيصبح لا معنى له.
وفقك الله لما يحب ويرضى.