لا أثق بنفسي ولا أستطيع التفاعل مع الآخرين والاندماج معهم!

0 201

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، أبلغ من العمر 27 عاما، غير متزوج، أعاني من الوحدة والقلق والتوتر الدائم والعصبية، أصبحت أغضب على أتفه الأسباب وأقوم بكسر ما تقع عليه يدي عندما أغضب، ولا أستطيع اتخاذ قرار في حياتي.

ففي يوم ما قررت أن أخطب فتاة ثم تراجعت عن الفكرة، وأيضا التحقت بإحدى الوظائف وعملت لمدة 3 سنوات، ولكني كرهت هذا العمل وأردت تركه، وبحثت عن عمل آخر وقبلت فيه إلا أنني أصبحت فجأة لا أريد الذهاب للعمل الجديد وأريد البقاء في العمل القديم، مع أنني لا أحس بالراحة فيه، فلم أعد أهتم بأي شيء، فلا أذهب إلى المناسبات الاجتماعية إلا مكرها، وأفضل البقاء في المنزل وحيدا.

أصبحت أحب الوحدة، وحاول بعض زملاء العمل إدماجي معهم في المناسبات إلا أنني أفضل البقاء وحيدا، وفشلوا في محاولة إدماجي معهم، وأحيانا أتحدث مع أناس وأتحاور معهم، ومع أناس آخرين لا أستطيع الاندماج والتحدث، أشعر بقلق ويبدأ قلبي بالنبض الشديد، وأشعر برجفة عندما أتحدث مع أحد بمزاح، فعندما يقولون لي إنني سأبقى في العمل بعد انتهاء الدوام عندها أشعر بقلق وتوتر وغضب شديد مع العلم أنه مزاح فقط، لا أعرف ماذا أصابني وأنا أريد أن أتعالج، فأنا أطلب منكم المساعدة؛ لأنني حقا كرهت نفسي وحياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك عدة تفسيرات لما يحصل معك، ولكن التفسير الأقرب أن هناك مشكلة ما في شخصيتك، تعاني من عدم ثقة في النفس، لذلك تتردد في اتخاذ القرارات، وعدم ثقة النفس تجعلك غير قادر على التفاعل مع الآخر، سواء كان الآخر خطيبتك تريد أن تعيش معها بقية حياتك، أو زملاء عمل، أو أصحاب، وهذا يفسر أنك لا تريد الذهاب للوظيفة الجديدة بالرغم من أنها أحسن من الوظيفة القديمة، لأنك غير واثق من التعامل مع الزملاء الجدد، وعلى أي حال: بالنسبة لك الزملاء القدامى قد تعايشت معهم، ولكنك تخاف خوفا شديدا مع أن تتعامل مع الزملاء الجدد، وهذا يفسر كل هذا الذي يدور في حياتك، وطبعا الانفعال هو نتيجة إحساسك بهذا النقص وعدم قدرتك على إصلاحه.

إذا - يا أخي العزيز - أرى أنه لابد من مقابلة طبيب نفسي لكي يقوم بعمل تقييم للحالة، تقييم دقيق ومتكامل، وأخذ تاريخا مرضيا، متى بدأت معك هذه الأشياء؟ ومنذ كم؟ ومتى تحصل معك؟ وبقية الأشياء عن طفولتك، عن والديك، تعاملك معهم، عن الأشياء التي مرت بك وأنت صغير، وظروفك الحياتية الآن، وعمل فحص للحالة العقلية، هل توجد هناك أعراض اكتئاب نفسي أخرى لم تذكرها الآن؟ لأنها أيضا قد تكون سببا من هذه الأسباب، وبعدها يمكن وضع الخطة العلاجية الكاملة.

إذا كانت المشكلة الرئيسية هي في الشخصية وفي سمات الشخصية يصبح العلاج الرئيسي هو علاج نفسي، لمساعدتك للتغلب على هذه الأشياء، وهناك مهارات الآن نفسية تكتسب من خلال العلاج النفسي لتقوية الشخصية، وتقوية الإرادة، والمساعدة في اتخاذ القرارات، والعلاج الدوائي يأخذ دورا ثانويا، وقد يفيد.

أما إذا كان الوضع هو اكتئاب نفسي فالعلاج الدوائي هو العلاج الأفضل، وبعد ذلك العلاج النفسي يأخذ دورا ثانويا.

لكن كل هذا يتم بعد التقييم الشامل لحالتك من خلال طبيب نفسي.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات