السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من نوبات الهلع والقلق والتوتر، ويصحبها اكتئاب يلزمني الفراش، وقد عانيت منه قبل زمن طويل، وعاد مرة أخرى بعد أكثر من خمس سنوات، بعد ولادتي بطفلي الأول، أتناول سبرالكس ولكسوتاتيل، وبعد أن تحسنت تركتها بعد ستة أشهر، وبعد سنة عادت لي الأعراض بشكل أشد، وذلك عندما دخلت إلى المستشفى لولادة طفلي الثاني.
أصبحت كالسجينة، أصرخ وأريد الخروج من المكان، بردت أطرافي، وفقدت السيطرة على نفسي، فتناولت لوكستاينل لكي تهدأ نفسيتي.
بعد الولادة بعشرة أيام تدهورت حالتي، وعدت لتناول السبرالكس ولكسوتاتيل، بعد استشارة الطبيب، منذ أن بدأت في تناوله وأنا طريحة الفراش، فقدت شهيتي، ولا أستطيع فعل شيء، ولا الاعتناء بطفلي، فهل يبقى المرض ملازما لي طوال حياتي؟ وهل أنا مجبرة على تناول العلاج كل فترة؟
علم زوجي بالأمر، فأنا متزوجة منذ فترة بسيطة ولم أخبره، وصدم لأنني أتناول العلاجات النفسية، وبدأ يسألني، هل أنت مريضة بهذا المرض النفسي منذ زمن، أم أنه وراثي؟ أرجو منكم مساعدتي لأنني متعبة جدا، وأحمل هم طفلي، هل سيتغير حالي للأحسن وأعود كما كنت نشيطة وأحب بيتي وأضحك كبقية الناس؟
بدأت الآن بتناول سبرالكس 5 ملجرام، لمدة أربعة أيام، ورفعت الجرعة إلى 10، فهل تصرفي صحيح؟
علما - يا دكتور- بدأت بجرعة 10، لكنني لم أستطع تحملها، فقللت الجرعة إلى 5، وأريد الاستفسار حول مدة تناول العلاج، فكم من الوقت أحتاج في الاستمرار في تناول السبرالكس؟ وهل أتوقف عن اللكسوتانيل، بجرعته 3 ملجم ونصف؟ فإنني أتناوله حبة صباحا، ونصف حبة مساء.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا أدري على وجه الدقة أنك تعانين من نوبة هلع وقلق يصاحبها اكتئاب، أم أن الاضطراب في مجمله اكتئاب مصاحب بقلق وتوتر، لأن حدوثه بعد الولادة قد يشير إلى أنه اكتئاب ما بعد الولادة، وهو طبعا اضطراب منتشر بين النساء، وقد يكون مصاحب بقلق وتوتر وفزع، ويقال أن حوالي 50% من النساء يصبن بهذا الاكتئاب، ولكن بدرجة بسيطة لا تستدعي العلاج، وحوالي 15% يحتاجون إلى التدخل العلاجي لهذا الاضطراب المنتشر وسط النساء، ولا ذنب لك فيه، ويجب أن يتم إيصال هذه الحقيقة إلى زوجك بطريقة ما، والوراثة قد تلعب دور، ولكنها ليست شيء رئيسي.
الشيء الرئيسي هنا هو حدوث الولادة، وقد حاول بعض الأطباء تفسيره بنقص في الهرمون ولكنهم لم يصلوا إلى تفسير حقيقي، المهم هو نوع من الاكتئاب منتشر ما بعد الولادة.
ويجب على زوجك أن يتفهم هذا الشيء، لأنه يجب أن يشترك في العلاج، ومن ضمن طبعا العلاج الآن أن يكون هناك فترة زمنية كافية بين الولادة والولادة الأخرى، أي بعد أن تلدي يجب أن لا يحدث حمل قبل ثلاث سنوات على الأقل، لأن هذا يقلل من فرصة الإصابة مرة أخرى بالمرض هذا من ناحية، إذا على زوجك أن يعلم هذا الشيء وأن يشرح له بطريقة واضحة وعلمية حتى يزول اللبس الذي في ذهنه، ويفضل أن تأخذيه إلى طبيب ليشرح له هذا الشيء.
أما بخصوص العلاج السبرالكس، طبعا يبدأ في العمل بعد أسبوعين، ويحتاج إلى ست أسابيع إلى شهرين حتى يتحسن، والجرعة أن نبدأ بنصف حبة أي 10 مليجرام، بعد ذلك بعض الناس قد يستفيد من 10 مليجرام، والبعض الآخر قد يحتاج إلى زيادة الجرعة إلى 20 مليجرام، أما اللكسوتانيل طبعا هو مهدئه، وطبعا هو من مجموعة البنزودايازبين التي قد يسبب الإدمان في الاستمرار عليها، لذلك أنصحك بسحبه تدريجيا من 3 مليجرام إلى 1.5 مليجرام، ثم يوم بعد يوم ثم التوقف عنه نهائيا واستعماله عند اللزوم، والاستمرار في السبرالكس فقط، و-إن شاء الله- سوف تتحسني بعد فترة.
وفقك الله وسدد خطاك.