السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ سبعة سنوات كانت تأتيني حالة الإحساس بفقد الوعي وعطش شديد، وأحيانا جوع وضعف في الجسم، بحيث لا أستطيع فعل شيء، وهذه الحالة تكون مرة أو مرتين في الشهر أو الشهرين، فكنت أشرب الماء وأستلقي فتذهب الحالة، وكنت آكل بشراهة في حال الجوع.
ما زلت أعاني من فقد الوعي ويستمر تقريبا نصف ساعة، وتأتيني الحالة غالبا عند القيام بمجهود ورياضة، وبعد الحالة النفسية السيئة من خوف واكتئاب، ونادرا قبل النوم، وعند الاستيقاظ والقيلولة, علما أن حالتي النفسية متدهورة.
ذهبت للطبيب، وفحصني فحصا شاملا، وكانت النتائج سليمة من سكر الصائم والضغط وغيرها, ماعدا وجود نقص شديد في فيتامين (د)، وارتفاع الكولسترول الضار لسوء التغذية حسب قول الطبيب, وأكل الوجبات السريعة، وافتقار الجسم إلى فيتامينات ومعادن.
وصف لي حبة فيتامين (د) أسبوعيا لمدة ثلاثة شهور، ووصف بالنسبة للكولسترول الأكل الصحي الجيد من خضار وفواكه ومشوي وعلبتين تونا أسبوعيا على الأقل, وممارسة الرياضة؛ لترجع الحالة طبيعية، وتخف الأعراض، والابتعاد عن القلق والاكتئاب، والإكثار من شرب الماء، علما أني سمين، وهذا سبب الكولسترول ونقص هرمون الرغبة وضعف الانتصاب وغيرها، فهل كلامه صحيح أم أجري المزيد من الفحوصات؟
علما أنني مررت بظروف نفسية قاسية في الماضي من استفزاز وسخرية، فهل تكون هذه الأعراض بسبب الحالة النفسية؟ وهل ممارسة الرياضة يخفف ويقلل من المضاعفات؟ لأني عند ممارسة الرياضة أشعر فورا بالإنهاك والتعب، مما يجعلني متكاسلا عن النادي.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحالة التي ذكرتها فيها أعراض نفسية وأعراض جسدية مجتمعة، وكونها تحصل في شكل نوبة مرة أو مرتين - كما ذكرت - في السنة، ويحصل فيها عطش شديد وجوع، لا تتماشى مع النوبات النفسية المعروفة، وإن كان بها أعراض نفسية.
وطبعا ذكرت أن معظم الفحوصات سليمة، ولكن لا أدري هل من هذه الفحوصات أجريت تخطيطا للدماغ مثلا؟ هذه من الأشياء التي يجب التأكد منها، أحيانا هناك بعض أنواع من الصرع تأتي في شكل أعراض نفسية محضة، مع أعراض جسدية، إلا أن في الصرع يكون هناك غيابا تاما للوعي، ولكن أنت قلت إحساس بفقدان الوعي، وفي الصرع يكون هناك فقدان تام للوعي، وتكون هناك أعراض نفسية أخرى أو سلوكيات يأتي بها الشخص، وعندما تذكر له لا يذكرها على الإطلاق.
إذا الحالة النفسية يمكن أن تسبب هذه النوبات، ولكن إذا كانت هناك ضغوط نفسية معينة، أو تحدث بعد أحداث حياتية للشخص، بعدها تحدث هذه النوبات، أي يكون لها ارتباط مع أحداث حياتية تحدث للشخص أو مشاكل نفسية، هنا يمكن تفسيرها بالعامل النفسي فقط.
لا أرى أن الرياضة لها علاقة بذلك، بالعكس الرياضة تؤدي إلى استرخاء، ولكن إذا كانت الرياضة عنيفة فإنها تؤدي إلى الإجهاد والإرهاق، ولكن الرياضة المعتدلة - خاصة رياضة المشي - تؤدي إلى الاسترخاء.
على أي حال - يا أخي الكريم - نصيحتي لك بمقابلة طبيب نفسي لتقييم الحالة تقييما شاملا، وأخذ تاريخ مرضي مفصلا، ويستحسن أيضا أن تؤخذ المعلومات من شخص قريب منك، كالوالد أو الوالدة أو أخ أو أخت، يشاهد حالتك عندما تحدث لك، فإنه قد يأتي بمعلومات لا تستطيع أنت أن تذكرها، فالتحدث إلى شخص قريب منك من قبل الطبيب مهم جدا، وطبعا الكشف المباشر لحالتك النفسية والمقابلة الشخصية أيضا له دور كبير في استبيان الأمر.
وفقك الله وسدد خطاك.