السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وأنا أصلي الفجر ازدادت دقات قلبي بشكل كبير، فاعتقدت أني سوف أموت، وبعد هذه الحالة تأثرت نفسيتي، وتكررت الحالة أثناء الصلاة، فكنت أنهي الصلاة سريعا معتقدا أني لن أموت إذا فعلت ذلك.
كانت تتكرر هذه النوبات عندما أذكر الموت وأخاف منه، وكنت أعتقد أني مريض بالقلب، حيث ظهرت بعض الأعراض، مثل ضيق التنفس، ووجع في الكتف الأيسر، وشعور بالغثيان، وكنت قد علمت من قبل أنها أعراض لسكتات القلب.
عملت أشعة إيكو وتخطيط قلب أكثر من مرة، وكانت النتيجة سليمة، فقرأت عن الأمراض النفسية، وعرفت مرض الوسواس القهري من الموت، فراجعت أخصائيا نفسيا، ومع مرور الوقت تعالجت من هذا الوسواس.
شعرت بصداع على أوقات متقطعة، وضيق في الصدر، وطنين، وارتخاء الأعصاب، فوصف لي طبيب المخ والأعصاب دواء Stugeron tablets مرتين صباحا ومساء، وأخبرني أن لو حدث ترجيع فهو أعراض خطيرة للمخ، فلم استعمل الدواء حتى أستشير أحدا.
لو أني أعاني من المرض النفسي، فلما لا تظهر عند الانفعال! المشكلة أنها تأتي وتذهب بلا توقيت معين وبلا انفعال، أحيانا أشعر بشلل في التفكير وعدم الاستيعاب، وأحيانا أشعر برعشة في جسدي من أسفل الكتف إلى منطقة القطنية، وتدوم 10-30 دقيقة، علما بأني لا أعاني من أي أمراض.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مراد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية.
قرأت وصفك لحالتك وصفا جيدا ودقيقا جدا، وأنا أقول لك: هذه الحالة حالة نفسية، تسمى بـ (نوبة هرع) أو (نوبة فزع) أو الهلع، وهو نوع من القلق النفسي الحاد الذي يأتي دون مقدمات، ويعطي الإنسان شعورا غريبا بقرب الموت، وهذه الحالة تتولد منها وساوس لاحقة، يبدأ الإنسان يتخوف حول مرض القلب والسكتات القلبية وموت الفجاءة، وشيء من هذا القبيل، وهذا هو الذي حدث لك.
إذا الحالة بدأت كحالة قلق نفسي حاد، يسمى بـ (نوبات الفزع) وأسبابها غالبا تكون غير معروفة، وإن كان هنالك عند بعض الأشخاص شيئا من الميول لهذه الحالات، وهي حالات بسيطة، نعم مخيفة ومزعجة، لكنها ليست خطيرة، أؤكد لك هذا - أيها الفاضل الكريم - وكل الأعراض النفسوجسدية التي أتتك بعد ذلك، هي نتيجة لنوبة الفزع هذه، لأنه قد تم تشفيرها وتسجيلها وتسكينها في الدماغ، وأصبحت على مستوى العقل الباطني تسبب لك هذه الهفوات والانزعاج والوسوسة حول الموت، وبقية الأعراض الأخرى.
أيها الفاضل الكريم: هذا الأمر يتم علاجه بالتجاهل تماما، والموت أمره معروف، الآجال بيد الله، ليس له مقدمات، وليس فيه مشورة، والإنسان يجب أن يخاف من الموت خوفا شرعيا، وليس خوفا مرضيا، خوفا يؤدي بنا إلى أن نعمل لما بعد الموت، لأن الموت مصير كل حي، ولأن الدنيا فانية والآخرة هي الباقية، ومصير كل إنسان مرهون بعمله، {كل نفس بما كسبت رهينة}، و{كل امرئ بما كسب رهين، الخوف الشرعي دائما يحفزك لأن تكون حريصا على عباداتك، على طاعة الله، على عمل الخيرات، وهكذا، وهذا أمر معلوم ومعروف.
أيها الفاضل الكريم: أرجو أن تتجاهل هذه الأعراض تماما، وأنا لا أعتقد أن علاج (استجرون Stugeron) سيكون ذو فائدة كبيرة بالنسبة لك، هو علاج للدوخة، وعلاج لشيء من الصداع، لكن هذه الحالات تعالج بالتجاهل، ممارسة الرياضة، والتمارين الاسترخائية، ويوجد دواء ممتاز يسمى (سبرالكس) ويسمى علميا (استالوبرام).
أيها الفاضل الكريم: سيكون من الجيد أن تذهب إلى أي طبيب نفسي، الأخصائي النفسي الصديق - جزاه الله خيرا - بذل معك جهدا سلوكيا جيدا، لكنك تحتاج إلى علاج دوائي، وأنا أرى أن السبرالكس مفيد جدا، ومدة العلاج تتفاوت من ثلاثة إلى ستة أشهر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.