أريد طلاق زوجتي وأخشى أن أكون ظالما.. أشيروا عليّ.

0 214

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

أنا شاب في الـ 30 من عمري، متزوج منذ 4 سنوات ونصف، وعندي ولد وبنت، كان زواجي وفترة خطبتي مليئة بالمشاكل، وتحملت وصبرت على أخلاق زوجتي التي أصبح سهلا عليها الخطأ بي، وانتقاد أهلي وأصبحت أيامنا كلها من بعد أول مولود لنا عبارة عن مشاكل لا تنتهي، وقد حصل بعد مولودنا الأول شجار كبير أرادت فيه أن تترك البيت بعد منتصف الليل بغير إذني فثرت وفارقت عقلي وطلقتها، ثم تراجعنا ومن ذلك الوقت وأنا أكرهها وأكره عشرتها، وتحملت الكثير لكي أحافظ على بيتي وأولادي وألا أستهين بحدود الله.

لا أنكر صبرها أول زواجنا على ظروفي المادية، ولكنها تمن علي كثيرا بهذا وتعايرني أنها جلست في بيت أهلها فترة قيامي بالخدمة العسكرية، وأن والدها هو من تحمل المصاريف.

والله إني تحملت ألفاظا لا تقال، وتطاولا باليد رغم قدرتي على الرد، لكني حسبت حساب غربتها، حيث أني أعمل في بلد عربي.

أقسم لكم أني أرى العشرة بيننا مستحيلة، فتحدثت لأهلها بعد آخر خلاف أننا سنفترق، وقد قالت لي بلسانها وأقسمت بالله أنها تكرهني وأن تريد أن أطلقها، فكلمت أهلها واتفقنا أن تعود لبلدها ثم يذهب كل لحاله.

بعدها قالت إنها لا تريد الطلاق، ولن تتحمل لقب المطلقة، وأننا سنعيش مع بعضنا رغما عنا؛ لأنها لا تريد أن تتحمل مسؤولية الأولاد لوحدها وحماية لها من المجتمع، وأنها سترضى بأي وضع، وأنا أعلم أنه كله كلام؛ لأنها ليست أول مرة نعزم على الانفصال.

أنا أعيش حياة مسمومة لا تنفع لإصلاح نفسي، ولا أولادي؟ هل أكون ضيعت رعيتي حين أطلقها؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حازم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أقدر لك -أخي العزيز- تحليك بالصبر على جفاء في أخلاق زوجتك - غفر الله لها - وهذا عين الحكمة والرحمة وحسن الخلق والواقعية في مراعاة الضعف البشري لا سيما من جهة النساء والزوجات خاصة؛ وتقديرا للعشرة الزوجية ولما فيه من حفظ مصلحة الأسرة والأولاد خاصة.

وكل هذا مما تشكر وتثاب عليه كما قال رب العالين:{ إن الله لا يضيع أجر المحسنين }، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة: ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته استمتعت بها على عوج ).

في رأيي إن الأخطاء الي ذكرتها في زوجتك هداها الله وأصلحها وغفر لها إنما هي بفضل الله تعالى عليك في حدود المألوف المعروف في كثير من الزوجات، والكمال - كما تعلم في الناس - متعذر، ولنا أسوة حسنة في صبره صلى الله عليه وسلم على أخطاء بعض زوجاته بنحو بل أشد مما ذكرت.

ولذا فإني أنصحك بالاستماع لزوجتك والحوار الهادئ معها لغرض التعرف على ما قد يكون عندك من أخطاء ربما كان أحدها هو السبب في استفزازها من حيث لا تشعر، ثم الحرص على التخلص من العيوب ما أمكن إذا وجدت، ثم بالصبر على زوجتك وعدم الاستعجال في التفكير بطلاقها؛ مراعاة لما سبق من إيجابيات لاسيما من اقتصارك على ما ذكرت من عيوبها - غفر الله لها - قد يدل بالمفهوم المقابل انحصار العيوب في نحو مما ذكرت.

ولا ينبغي لك أن تأخذ كل كلامها مأخذ الجد كحلفها على كراهيتها لك، بل فإن الأصل أن نتحلى بخلق التغافل عن الألفاظ والتصرفات السيئة ما دامت تصدر متقطعة، وفي حال الغضب لا سيما من أمهات أولادنا.

وما ذكرت من صبرها عليك بداية الزواج حال فقرك دليل على أصالتها وحبها لك وطيب معدنها -والحمد الله- وإن خروجها عن حال الاعتدال والطاعة خلاف الأصل؛ مما يؤكد حاجتها إلى الاستمرار في نصحها، وتذكيرها بالله والاستعانة بنصح من تأنس منه التأثير عليها وقبولها منه من عقلاء أقاربها، خاصة ما أمكن كوالديها وإخوانها.

ولا يخفى عليك اتباع المراحل الثلاث التأديبية على الترتيب في الآية: ( واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ).

كل هذا باللطف والرفق وقصد التأديب لا التعذيب، ولا ينبغي اللجوء إلى الطلاق إلا عند الضرورة أو شدة الحاجة إليه بعد استنفاد الجهد، وبذل الأسباب المذكورة كافة، إذ الأصل في العلاقة الزوجية بقاؤها: ( أمسك عليك زوجك واتق الله )، إلا عند استحالتها وتحولها إلى عذاب نفسي لا يطاق فعندها: ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) ( ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ).

ومما يقوي عامل التفاؤل وضرورة الصبر عليها قرب عهدكما بالزواج؛ حيث لم تتجاوزا خمس سنوات كما ذكرت، وعليه فالأيام كفيلة لتهذيبها وتربيتها بإذن الله لا سيما وقد اعتبرت واعتذرت.

وفي التزامك بالدين والعدل والجمع بين خلق الرفق والحزم ما يعينك على تحقيق صلاحها وإصلاحها بإذن الله تعالى.

أسأل الله لكما التوفيق والسداد وسعادة الدنيا والآخرة.

مواد ذات صلة

الاستشارات