السؤال
السلام عليكم.
هل يعتبر مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ونوبة الهوس مرضا مزمنا؟
كما أني أعلم أن الجرعة قد تقل، لكن هل يظل المريض عليها طوال حياته، أم أنه يمكن أن يتركها بالكلية؟ أم يتناول حبتين إلى نصف حبة من الدواء الخاص بهذا المرض؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرض الاضطراب الوجداني هو من اضطرابات المزاج، ومن الاضطرابات المنتشرة.
وماذا نعني بالاضطراب الوجداني ثنائي القطبية؟ أي أنه إما يكون بنوبة هوس، أو بنوبة اكتئاب، والنوبة عادة لا تزيد مدتها عن ستة أشهر، بعدها تختفي معظم الأعراض حتى بدون علاج، ويرجع الشخص في غالب الأحيان إلى طبيعته ويعيش حياة طبيعية، وهذا ينطبق على نوبة الهوس أو نوبة الاكتئاب.
ولكن من خصائص هذا المرض أن النوبة يمكن أن تعود مرة أخرى، نوبة الهوس أو نوبة الاكتئاب، يمكن أن تعود مرة أخرى، وتختلف العودة من مريض إلى آخر، فهناك مرضى قابلتهم حدثت لهم نوبة واحدة ولم تأتهم بعدها أي نوبة أخرى، وعاشوا بقية حياتهم حياة طبيعية، وبعض الناس جاءتهم نوبة واحدة والأخرى جاءتهم بعد عشر سنين، وقد رأيت بعضهم النوبة الثانية جاءتهم بعد عشرين أو ثلاثين أو أربعين سنة.
إذا المهم في الموضوع أن المرض نوباته محدودة الفترة، ولكن يمكن أن تحدث انتكاسات أخرى أو أن تتكرر حدوث النوبة، ولا يمكن التنبؤ متى تحدث النوبة، ولكن هناك ظروف حياتية معينة، أو أحداث تمر بالشخص قد تكون سببا في حدوث النوبة، وأحيانا الشخص يستمر في العلاج للوقاية من حدوث نوبة أخرى، خاصة مثبتات المزاج، ويتم هذا تحت إشراف طبيب نفسي، وأخذ تاريخ نفسي مرضي مفصل بعدد النوبات التي حصلت للشخص، ومتى حصلت، وبعد ذلك يحدد الطبيب النفسي الجرع التي يأخذها الشخص من مثبتات المزاج، وإلى متى تستمر.
إذا كل هذا يعتمد على طبيعة النوبات وتكرارها، ويختلف هذا من شخص لآخر، ليس هناك نمطا معينا، ولكن كل المهم في النوبة أنها لها مدى زمني محدد وبعدها تختفي الأعراض، ولكن يمكن أن تعود مرة أخرى.
والجرعة ومدة العلاج يحددها الطبيب النفسي المختص لكل مريض على حدة، بحسب تاريخه المرضي.
وفقك الله وسدد خطاك.