السؤال
السلام عليكم..
زوجي لا يصلي، وتكون صلاته مجرد حركات لا خشوع فيها، ولا يصلي الصلاة في وقتها، وقد حاولت معه كثيرا، لكن لا فائدة، فماذا أفعل؟ لقد تعبت كثيرا، أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم..
زوجي لا يصلي، وتكون صلاته مجرد حركات لا خشوع فيها، ولا يصلي الصلاة في وقتها، وقد حاولت معه كثيرا، لكن لا فائدة، فماذا أفعل؟ لقد تعبت كثيرا، أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ النور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
فإن الصلاة كبيرة إلا على الخاشعين، وهي الصلة بين العبد وربه العظيم، وهي أول ما يحاسب عليه الإنسان من عمله، وهي الميزان الذي نعرف به دين الإنسان وصلاحه، (ومن حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة، وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف)، قال ابن القيم رحمه الله: "هؤلاء هم أئمة الكفر والضلال، وإذا كان تارك الصلاة معهم فإنه منهم والعياذ بالله".
والصلاة هي الفريضة التي لا تسقط عن الإنسان ما دام به نفس يصعد ويهبط، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمران بن الحصين رضي الله عنه: (صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب) لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وإذا كان هذا للمريض فكيف بأصحاب العافية؟ وكيف بالرجل الذي ينبغي أن يحافظ على الجمع والجماعات، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في جماعة، ولو أنكم صليتم في بيتكم كما يصلي هذا المنافق في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما يتخلف عن الصلاة في جماعة إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" ويكمل الصلاة واقفا أو قاعدا أو على جنب بل كيفما تيسر له، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
وقد بلغ من اهتمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالصلاة درجة عظيمة حتى إنه أراد أن يحرق على الذين لا يشهدون الصلاة بيوتهم، ولم يترك هذا العزم إلا لما في البيوت من الذراري والأطفال. وهناك أمور سوف تعينك ـ بإذن الله ـ على إصلاح هذا الزوج منها ما يلي:-
1- اللجوء إلى الله والتضرع إليه من أجل هداية هذا الرجل، والصواب أن ندعو للإنسان بالليل وندعوه إلى الله بالنهار، وبقدر إخلاصنا وصدقنا يكون الخير وتأتي الاستجابة.
2- اتخاذ المدخل الحسن وانتقاء الكلمات الجميلة، واختيار الأوقات المناسبة، فتقولين له: أنت ـ ولله الحمد ـ طيب، وعندك وفاء، والناس يذكرونك بالخير وحبذا لو واظبت على الصلاة، فإني أحب أن أرى زوجي يخرج مثل الرجال ومعه العيال إلى بيوت الله.
3- تشجيع الصالحين من محارمك على زيارته ودعوته للصلاة دون أن يشعر أن هذا الأمر متفق عليه بينكم ويفضل أن تكون الزيارات في وقت الصلوات حتى يذهب معهم إلى الصلاة.
4- شراء أشرطة وكتيبات تبين حكم تارك الصلاة وعقوبة المتهاون في أدائها في أوقاتها ووضع الأشرطة في متناول يده.
5- الحرص على المواظبة على الصلاة أولا ثم دعوته إلى إقامتها بخشوعها وركوعها وطمأنينتها ولن يحدث هذا إلا بالمواظبة على الصلاة، وقد مدح الله أهل الخشوع في الصلاة فقال: (( والذين هم على صلواتهم يحافظون ))[المؤمنون:9] فإن المواظبة والمحافظة على الصلاة توصل إلى الخشوع، ولا ينتفع إلا بالخشوع.
6- تبيين خطورة عدم أداء الصلاة في وقتها، وقد قال ولد سعد بن أبي وقاص لأبيه عندما قرأ قول الله تعالى: (( فويل للمصلين لذين هم عن صلاتهم ساهون)) [الماعون:4-5] قال: يا أبتاه أهم الذين لا يصلون؟ فقال: سعد لا؛ لو تركوها لكفروا، لكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها.
7- استخدام الوسائل والأسلحة المؤثرة التي تمتلكها المرأة لإجباره على المواظبة على الصلاة، كرفض الأكل معه، والجلوس والامتناع عن فراشه، ولا مانع من إعلان الرغبة في فراقه إذا لم يحافظ على أداء الصلوات، ولابد أولا من معرفة الآثار المترتبة قبل الإقدام على هذه الخطوات حتى لا تكون الآثار عكسية.
والله ولي التوفيق والسداد.