السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب، عمري 27 سنة، موظف وميسور ماديا، وقادر على الزواج، ولكن لدي تخوف من الزواج ولا أشعر بضيق إذا حدثني أحد في هذا الموضوع، ولكن لدي أفكار تجعلني متخوفا منها؛ وهي عدم القدرة على التوافق والتعايش مع الزوجة، وخوف من عدم القدرة الجنسية، وخوف من الإيدز رغم أنني بعيد عن الأسباب المؤدية لهذا المرض، وقمت بعمل فحص في مستشفى وتأكدت من سلامتي، وأني بخير، ولكن الخوف والقلق لا زال موجودا.
أرجو مساعدتي، ولكم الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا بكل هذا، أعانك الله ويسر لك أمرك.
يبدو لي أن الموضوع ليس موضوع الزواج، وإنما هو خوف مرضي، أو رهاب المرض، وخاصة مرض الإيدز، وهذا منتشر هذه الأيام بسبب التغطية الإعلامية عن انتشار هذا المرض وهو نقص المناعة المكتسب، حيث تصاب الأعداد الكبيرة به، مع ضعف توفر العلاج حتى الآن.
وأنا أقول بأنه خوف مرضي أو حالة رهاب، وخاصة أنك بعيد كل البعد عن أسباب حدوث هذا المرض والتي تعرفها -ولله الحمد-، ومع ذلك فأنت في حالة خوف من العدوى، حتى أنت قمت بإجراء اختبار حمل فيروس الإيدز (HIV) -والحمد لله- أن النتيجة سلبية، وهي المتوقعة على كل الأحوال.
وأما موضوع الزواج، فنعم يمكن لبعض الشباب أن يتردد في الإقدام عليه بسبب خوفه من عدم القدرة على القيام بتحمل مسؤولية هذا الزواج، وخاصة موضوع القيام بتلبية الأعباء المادية، أو عدم الانسجام مع الزوجة، وفي حالات قليلا قد يصل الأمر للخوف من عدم القدرة على القيام بالتواصل الجنسي مع أنه لا يوجد مبرر لكل هذا، فموضوع الأعباء المادية، فهناك الآية الكريمة أن الله يرزقنا ويرزق معنا أولادنا بعد الزواج "ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم" والإملاق الفقر.
وبالنسبة لاحتمال عدم الانسجام مع الزوجة، يعالج عن طريق حسن اختيار الزوجة، والحرص على الزواج بالفتاة التي ترتاح لها مما يحسن فرصة الانسجام.
وأما بالنسبة للخوف من الضعف الجنسي، فليس له مبرر إلا خوفك المرضي مما له علاقة بالجنس، وفي هذا الأمر أمامك خياران الأول أن تعالج نفسك بنفسك عن طريق تغيير هذه الأفكار والقيام بالزواج، والحل الثاني أن تراجع طبيبا نفسيا ليؤكد التشخيص أولا، ومن ثم يقوم معك بعلاج الرهاب المرضي.
وفقك الله ويسر لك أمرك.