السؤال
السلام عليكم
منذ سنتين تقريبا أصابني حادث سير، وارتطم رأسي برأس أختي التي تقعد بجانبي، وبعدها شعرت بصداع، وبعدها بساعتين تقريبا نزل سائل شفاف من جهة واحدة من أنفي، ذهبت للطبيب ولم يفحصني، فقط قاس ضغط الدم وأخبرني أنه معتدل -ولله الحمد- ولكن كان لدي ألم بعضلاتي ويدي اليسرى على أثر الحادث، وكنت أسرح كثيرا، وألاحظ أني شاردة الذهن، وبعدها بفتره اختفت الأعراض.
ولاحظت منذ شهر تقريبا عندما استيقظت من النوم بدوخة شديدة، ودوار لم أقدر أن أرفع رأسي من المخدة لشدته، ويصاحبه غثيان، ذهبت للطبيب وعمل لي تحليل دم، وتحليل بول، وقال إني أعاني من نقص الحديد، وعندي جرثومة المعدة، وكتب لي دواء بيتاسيرك 8 وعلاج للغثيان دومبي، وحبوب حديد وجاسيك20 للمعدة.
لا أحس بتحسن، لا زلت أعاني من فقدان التوازن، وأحيانا بتشوش بالرؤية، وأشعر دائما باختلال الآنية أنا جدا خائفة ان يكون عندي لا قدر الله ارتجاج بالدماغ أو كسر بالجمجمة أوسوس، ويشغلني هذا الموضوع بالذات عدم الاتزان الذي أعاني منه كرهت نفسي، دائما أبكي أخاف أن يكون خطرا على حياتي –لا قدر الله- أو يكون برأسي شيء، يا رب رحمتك؟
هل ممكن ارتجاج الدماغ يستمر لسنتين أو كسر الجمجمة يكون هكذا؟! وهل ممكن تكون هذه أعراض الحادث الذي أصابني منذ سنتين؟
دائما أفكر بأطفالي الله يحفظني لهم يا رب، وترحم ضعفي وضعفهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أرجو الرد علي جزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فارتجاج المخ brain concussion له درجات مختلفة منها البسيط، ومنها المتوسط، ومنها الشديد، وقد تظهر الأعراض مباشرة بعد الارتجاج، ثم تختفي وقد تستمر تلك الأعراض لعدة شهور بعد الارتجاج، وهو تعبير يطلق على اللحظات الأولى التي تلي الحادث أو الارتطام.
ونزول سائل شفاف من الأنف بعد الارتطام أو الارتجاج مباشرة يشير إلى نزول سائل من المخ CSF rhinorrhea، ويشير إلى حدوث ارتجاج في المخ متوسط الشدة، وليس به خطورة، ولكن هو مزعج إلى حد ما، ومن المعروف أن هناك منطقة رقيقة في المنطقة الفاصلة بين الجيوب الأنفية، والمخ من الممكن لسائل المخ النزول منها مع الارتطام الشديد.
وتوقف نزول السائل أمر جيد، ويشير إلى التئام المنطقة التي نزل منها على الفور، وليس معنى الارتجاج كسر في الجمجمة، ولكن ما يحدث هو حركة عنيفة لخلايا المخ مما يؤدي إلى اختلال الإشارات الكهربائية الموجودة بين خلايا المخ المختلفة مما يؤدي الى اختلال مؤقت لوظائف تلك الخلايا.
ومن أعراض ارتجاج المخ التي قد تستمر لفترة أطول بعد الحادث الدوار، وتشوش الذهن، والصداع والقيء أو الرغبة فيه والحساسية للضوء، ومشاكل تتعلق بالاتزان، وفي هذه المرحلة من المهم المتابعة مع استشاري مخ وأعصاب لعمل أشعة رنين مغناطيسي MRI، أو أشعة مقطعية CT scan مع إمكانية عمل رسم مخ كهربائي: electroencephalogram (EEG)
وحتى إمكانية عمل تلك الأشعات يجب تناول العلاجات الآتية لعلاج الصداع، وفقر الدم، والدوار، وعدم الاتزان، ومنها تناول حبوب Ferose F التي تحتوي على الحديد، وعلى فوليك أسيد مرتين يوميا لمدة شهرين، وذلك لتقوية الدم، بالإضافة إلى أخذ حقنة فيتامين ( د ) 600000 وحدة دولية في العضل مرة واحدة، ثم تناول كبسولات فيتامين د الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية لمدة 16 أسبوع، والحرص على التغذية الجيدة، وشرب المزيد من الحليب وتناول منتجات الألبان.
ولعلاج الدوخة مهما كان السبب يمكنك تناول حبوب بيتاسيرك betaserc 16 mg ثلاث مرات يوميا لمدة 3 شهور، ثم تؤخذ مرتين، أو عند الضرورة مع تناول Stugeron 25 قرصا ثلاث مرات يوميا لمدة شهر، مع إمكانية تناول كبسولات اوميجا3 كبسولة واحدة لمدة شهرين والتغذية، وتناول مسكن للألم وللصداع مثل: celebrex 200 mg، وحبوب باسط للعضلات مثل muscadol قرصين مرتين في اليوم، مع الكبسولات السابقة، وسوف يمن الله عليك بالشفاء -إن شاء الله تعالى-.
وفقك الله لما فيه الخير.