السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، أبلغ من العمر 23 عاما، عندي مشكلة منذ 4 سنوات تقريبا، ولم أذهب إلى أي طبيب نفسي أبدا، ولكن رأيت أن الكيل قد طفح، وأشعر بالخجل والارتباك والاضطراب، والخوف والتعرق وعدم التركيز والقلق، ونفسيتي غير مرتاحة، كل هذه الأعراض أشعر بها عند الذهاب إلى اجتماعات الناس سواء المناسبات أو الأماكن العامة، وغيرها، لدرجة أنني كنت سأترك دراستي الجامعية لولا لطف الله بي.
إضافة إلى ذلك العصبية الشديدة، والثورة وقت الغضب على قريب أو بعيد، لدرجة أنني أفعل أشياء أندم على فعلها بعد أن تمضي.
استخدمت سيبرالكس بجرعة 5 مل أسبوعين، ثم 10 شهرين، ثم 20 شهرين، ثم 5 شهر، وتوقفت، وشعرت بتحسن بصراحة، ولكن ليس التحسن الكامل، علما بأنني استخدمته بدون استشارة طبيب، وإنما بناء على استشارات قرأتها في موقعكم مشابهة لهذه، فما هو العلاج المفيد لحالتي أرجوكم؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذهاب للطبيب النفسي دائما أفضل إذا كان هذا متاحا ومقدورا عليه في البلد الذي تعيش فيه، وما استشاراتنا إلا مساعدة إعطاء معلومات، ولكنها لن تغني عن المقابلة المباشرة والمتابعة مع الطبيب النفسي.
وأحيانا بعض القراء يعيشون في مناطق لا يوجد بها أطباء نفسيين أو لأسباب قاهرة يتعذر عليهم مقابلة أطباء نفسيين، فنحاول أن نساعدهم من خلال وصفات طبية، وحتى نصائح علاجية مختلفة هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: الرهاب الاجتماعي علاجه ليس بالأدوية فقط، ولكن بالأدوية والعلاج السلوكي المعرفي، واتضح بما لا يدع مجالا للشك أن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي وحده، بل إن العلاج النفسي قد يكون سببا في تقليل كمية الأدوية التي يتعاطها الشخص، وتقليل المدة التي يستمر فيها الشخص في تعاطي الأدوية.
إذا عليك بالعلاج السلوكي المعرفي من خلال معالج مقتدر ليقوم بعدة جلسات؛ حيث يعلمك أو يكسبك مهارات معينة لكيفية مواجهة هذه المواقف بطريقة متدرجة ومنضبطة.
أما بخصوص الأدوية: فطبعا هناك أدوية كثيرة وقد يستجيب أحد المرضى لدواء معين ولا يستجيب للدواء الآخر، بعض الناس يستجيبون للسبرالكس وطالما أنت لم تستجب للسبرالكس مع العلاج النفسي؛ فيمكنك تناول السيرترالين أو ما يعرف بالزوالفت 50 مليجرام، ابدأ بنصف حبة ليلا بعد الأكل لمدة أسبوع ثم بعد ذلك حبة كاملة وسوف يبدأ مفعولة بعد أسبوعين وتتحسن الأعراض بصورة ملحوظة خلال 6 أسابيع.
وبعد ذلك يجب الاستمرار عليه حتى بعد زوال كل هذه الأعراض لفترة لا تقل عن 6 شهور، ثم بعد ذلك يتم التوقف منه تدريجيا بخفض ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتم التوقف تماما خلال شهر كامل، هذا ويستحسن كما ذكرت أن يكون هذا مع برنامج للعلاج السلوكي المعرفي.
وفقك الله وسدد خطاك.