السؤال
السلام عليكم
أنا شاب، أرسلت لكم استشارة سابقة برقم 2319311، حيث أنني أتعالج من نوبات الهلع بدواء ليسيتال (سيتالوبرام) منذ سنتين، وعندما أريد خفض الجرعة من 40 إلى 30 تصيبني أعراض نوبات الهلع، وأنتكس، ويصيبني تعب عام، واصفرار الوجه، وغثيان ودوخة واكتئاب، ثم أعود لجرعة 40 ملغ، فهل أستمر على الدواء، وهل سوف أستخدمه مدى الحياة؟
سمعت منكم أن ثلث الحالات تبقى مستقرة، وثلث تتعالج، وثلث يشفى، فهل أنا من الثلث الذي يبقى مستقرا عند تناول العلاج؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ lieth حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اضطراب الهلع عادة من الأمراض التي تستمر لفترة طويلة من الزمن، ونحن في بداية المرض ننصح بأن يستمر العلاج على الأقل لمدة سنة، ثم بعدها نجرب أن نوقف الدواء، وطالما ظهرت أعراض بعد توقف الدواء، فهذا يعني أنك تحتاج إلى الاستمرار في الدواء مرة أخرى، -وللأسف- أنت حتى عند تخفض الدواء تظهر عندك أعراض، وهذا يعني أنك تحتاج للاستمرار في هذا الدواء، وبهذه الجرعة، وأهم شيء المتابعة المستمرة مع الطبيب النفسي، لأنه مع المرض قد تكون هناك مشاكل أخرى قد ينتبه إليها الطبيب النفسي، ويساعد في حلها.
كما أنصحك أيضا بالعلاج النفسي -يا أخي الكريم-، العلاج السلوكي المعرفي مهم جدا مع العلاج الدوائي، ويقال أن العلاج السلوكي المعرفي (العلاج النفسي) يقلل من جرعة الدواء، ويقلل من حدوث الأعراض بعد التوقف عن الدواء، وتناول الدواء لمدى الحياة وعدمه يعتمد على المتابعة، والموصلة مع طبيب نفسي، ولكل مقام مقال، فلا يمكن التنبؤ، ولكن طالما هناك أعراض وانتكاسات بعد التوقف عن الدواء، يجب عليك الاستمرار في هذا الدواء، ولا ندري ماذا يحدث، فقد يأتي الوقت الذي لا تحتاج إلى الدواء.
أما بخصوص أن هناك ثلث يشفى، وثلث يحتاج إلى الدواء، وثلث لا يستجيب للدواء: هذه كلها أشياء طبعا تقديرية، ويختلف كل مريض عن غيره، -وكما ذكرت- أهم شيء هو المتابعة والمواصلة مع الطبيب النفسي بانتظام.
وفقك الله، وسدد خطاك.