السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في السنة النهائية من الثانوية العامة، أرسلت لكم استشارة سابقة قبل 3 أسابيع، أعاني من الاكتئاب الشديد، وأتمنى الموت رغم صغر سني، لا أعاني من أي أمراض مزمنة -ولله الحمد- بدأت معاناتي مع الأمراض تقريبا قبل 3 سنوات، فأصابني التهاب الزائدة الدودية وتم علاجي بعملية جراحية، وكانت أموري بعد العملية ممتازة، ولكن بعدها أصبحت الأمراض هاجسي، والخوف منها شديد، لدرجة أنني لا أعرف التفرقة بين الأمراض، هل هي بسبب الوسواس، أم هي أمراض جسدية حقيقية؟
بداية كنت أعاني من ألم في منطقة الحوض، وكان يخرج البول -أعزكم الله- بلون أصفر غامق، مع رغوة ورائحة كريهة، فذهبت للمستشفى، وعملت التحاليل اللازمة (تحاليل دم وبول)، فكانت النتيجة سليمة، لكن استمرت الأعراض بالظهور حتى قررت الذهاب لاستشاري أمراض الكلى، وكان لدي خوف أنني مصاب بفشل كلوي، فذهبت للطبيب، وطمأنني بسلامة التحاليل، ثم ذهبت الأعراض.
بعدها بسنتين بدأت أشعر بطنين الأذن، فذهبت مسرعا إلى طبيب الأذن والأنف والحنجرة، وبعد الفحص تبين وجود مشكلة في قناة استاكيوس، فوصف لي أدوية من ضمنها بخاخ كورتيزون لمدة 20 يوما ثم شفيت، ثم عادت لي هذي المشكلة بعد 4 شهور، فقال لي الطبيب: إن أنفك ليس بحالة جيدة -وأعتقد أن أنفي مسدود بسبب الحساسية- فوصف البخاخ الكورتيزوني "تابونكس"، لكن خوفي الشديد كان من الكورتيزون، لأنني أعلم مخاطره، حيث قرأت النشرة الطبية له، وكان مكتوبا عليها أن له مضاعفات، من ضمنها الجلوكوما والكتراكت، فأصابني الخوف.
كما كنت أرتدي نظارة طبية بسبب طول النظر بدرجة 1 مصحوبا بانحراف بسيط، فتوجهت لطبيب العيون وأخبرني بسلامة عيني، وأن الكورتيزون ليس له إلا ضرر طفيف، ويكاد يكون معدوما لأنه عبر الأنف، فارتحت بعدها.
بعد خمسة أشهر أصابتني مرارة بالفم، اعتقدت أنها ستزول، فلم ألق لها بالا، حتى سببت لي إحراجا بسبب الرائحة الكريهة الصادرة من الفم، حتى أنني كنت أخشى الكلام مع زملائي، ولم تزل موجودة.
قبل 4 أسابيع كنت أعاني من صداع وأرق وأرهاق ودوخة بعد الاختبارات النهائية، وكنت أخشى الإصابة بمرض السرطان في الدماغ، فذهبت لطبيب عام " طوارىء" وأخبرته بحالتي، قال: لا داعي للقلق! فطلبت منه أن يجري لي تحليلا للدم للتأكد من صحتي بشكل عام، فكانت النتيجة سليمة، لكنه أخبرني أن معدل خلايا الدم 11.5 ألف، ووصف لي مضاد زينوكسيمور، لكنني لم أطمأن بعد؛ لأن تحليل الدم يستحال أن يحدد إصابة السرطان، خصوصا سرطان الدماغ.
عزمت على ترك الوسواس والذهاب للمستشفى، واستمر معي ألم البطن وفقدان الشهية، وفقدت 2كيلو من وزني بسبب فقدان الشهية بشكل كبير، وأشعر بأن بطني ممتلأ، فقررت الذهاب لطبيب الباطنية بعد الاستخارة، فطلب من تحليل البراز لكي يتأكد من عدم وجود جرثومة، فكانت النتائج سليمة، ونصحني باتباع حمية غذائية بدون دهون وسكريات وحوامض، وقال: من الممكن أن يكون لديك ارتجاع بالمريء، وقرر لي بعض الأدوية.
أحسست أنني في حيرة ولا أعلم ماذا أفعل؟ ففي كل مرة أذهب للمستشفى أخرج محملا بالأدوية، وكأن عمري 90 سنة، فقررت بعزيمة قوية التخلص من الوساوس، وعدم التفكير بالأمراض نهائيا، فبقيت لمدة 3 أسابيع ولم تتحسن الحالة، فأصابني حزن شديد ويأس من الحياة، وكرهت نفسي لأنني فقدت الشهية للأكل، ومعاناتي من ألم البطن.
قبل 3 ايام مساء، أصابتني رجفة شديدة لمدة ساعة، فأخذت سوائل دافئة، ولبست ملابس ثقيلة، فأحسست بالدفىء، لكن في اليوم التالي أصابتني حرارة شديدة مع كحة وبلغم، فذهبت للمستشفى وأخذت البخاخ وتحسن صدري كثيرا، لكن ما زالت أعاني من الحرارة وألم البطن، وأحيانا نغز في الظهر مع وهن في الجسم، فهل أنا أعاني من مشكلة جسدية، أم نفسية، وهل ستستمر حالتي هذه لمدة طويلة؟
أصبحت أشك بكفاءة الأطباء، وأن تشخيصهم خاطىء، والآن بدأت أشك بالسحر أو العين، فحالتي تزداد سوءا، ومحتار ماذا أفعل؟ حتى أصبح أهلي يعلمون بذهابي للمستشفى دون إعلامهم، كما أن البول أصبح قليلا وبلون أصفر، ولم يكن كذلك قبل أيام معدودة، كما لدي نفرة بالفم، وألم بالجانب الأيسر من الظهر، يزداد مع التنفس أو الكحة والحركة، وغثيان أحيانا حتى بعد شرب الماء، وأصبحت بالفترة الأخيرة أبحث في قوقل يوميا عن الأمراض وأسبابها، فما تشخيصكم لحالتي؟
أفيدوني مع الشكر.