لا أستطيع المشاركة مع المحاضرة في الجامعة.. هل هو خجل؟

0 147

السؤال

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الجامعة، مشكلتي هي الخجل الشديد، مثلا في المحاضرة لا أستطيع أن أشارك مع الدكتورة، مع العلم أني أعرف الجواب الصحيح، وعندما تسأل سؤالا أحاول أن أرفع يدي لكي أجيب، لكني لا أقدر حاولت مرارا وتكرارا بدون فائدة، وهذه المشكلة معي منذ أيام المدرسة للأسف، كان معدلي ينقص بسبب المشاركة مع أني متفوقة -ولله الحمد- وأيضا لا أستطيع تكوين صداقات سريعا، وبعض الأحيان حتى مع صديقاتي كلامي قليل لأني لا أعرف ماذا أقول.

ما سبب هذه المشكلة؟ هل هو خجل أم ماذا؟ أريد أن أعرف السبب، أنا اجتماعية نوعا ما، أذهب المناسبات، لكن أيضا أشعر أن كلامي قليل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا على هذا الموقع، أعانك الله ويسر لك أمرك، وأخرجك مما أنت فيه.

نعم ما تعاني منه معروف ونسميه عادة بالخجل أو الارتباك أو الرهاب الاجتماعي.

إن ما وصفت في رسالتك من قلة الكلام مع المعلمات وأمام الطالبات بالرغم من معرففتك للجواب، وغيرها فهي من أعراض حالة الارتباك أو الرهاب الاجتماعي هذا، ولذلك فأنت تتجنبي الحديث أو حتى اللقاء بالناس بالرغم من أنك فتاة اجتماعية، وهذا التجنب، كتجنب الحديث مع الطالبات والمعلمات وتقديم الإجابات هو لب المشكلة، فالتجنب لا يحل هذه الصعوبة وإنما يزيدها ويقويها، فكلما انسحبت من الكلام كلما زادت المشكلة أكثر فأكثر.

وفي بعض الحالات يمكن أن نعرف سبب هذا الرهاب الاجتماعي، وفي معظم الحالات قد لا نكتشف السبب الواضح وراء تطور حالة الرهاب هذه، وهذا لا يعني أنه غير موجود، وإنما هو غير واضح تماما.

يا ترى هل تعرضت في طفولتك لحدث أو بعض الأحداث الصادمة، مما يجعلك تشعرين بالحساسية والارتباك بعض الشيء أمام الناس؟ الأمر الذي يمكن أن يفسر هذا الرهاب.

مارسي عملك ودراستك بهمة ونشاط، وارعي نفسك بكل جوانبها وخاصة نمط الحياة، من التغذية والنوم والأنشطة الرياضية، وغيرها مما له علاقة بنمط الحياة، وأعطي نفسك بعض الوقت لتبدئي بتقدير نفسك وشخصيتك، واعملي على تجنب التجنب والهروب والانسحاب، وبذلك ستشعرين بأنك أصبحت أكثر إيجابية مع نفسك وشخصيتك وحياتك، مما يشجعك على الاختلاط مع الطالبات والمعلمات بشكل أفضل.

وكما ذكرت، فبدل التجنب أو الهروب والانسحاب، أقبلي على الناس في الصف وتحدثي معهم، إذا شعرت بالحاجة للحديث، ولكن لا تجبري نفسك على الحديث، فالحديث وسيلة وليس غاية بحد ذاته.

لا أعتقد أنك تحتاجين لمراجعة طبيب نفسي في هذه المرحلة، ومن المحتمل أن يخف عندك هذا الارتباك من تلقاء نفسه، وخاصة من خلال اقتحام المواقف التي ترتبكين فيها داخل الصف كالحديث مع المعلمة والنظر في عينيها، ولكن إذا طال الحال أو اشتدت أعراض ما تشعرين به من أعراض فقد يفيد مراجعة الأخصائية النفسية عندكم في المدرسة أو الجامعة، ممن يمكن أن تقدم لك بعض الإرشاد النفسي المطلوب.

وفقك الله ويسر لك.

مواد ذات صلة

الاستشارات