السؤال
والدي توفي منذ سنتين شعرت بعدها بقرب الآخرة والموت، وأصبحت أنظر للناس وهم يمارسون حياتهم، وأقول لما يفعلون ذلك، وهم سيموتون وأتذكر ونحن أطفال، وكم كانت حياتنا جميلة، ظل هذا الإحساس خمسة أشهر تقريبا، ثم ذهب بفضل الله، ولكن استمر معي الخوف من القادم، وأصبحت أخاف الاستحمام قبل النوم (كما فعل أبي)، وأخاف، أن يفعلها أحدهم، وأخاف من السفر ومنذ أيام عاد لي إحساس الخوف من الآخرة، وتخيلها بكل تفاصيلها فما الحل؟ وأرجو أن يكون دوائيا.
وعذرا على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قبل وصف العلاج لك، واضح أن ما تعانين منه الآن له علاقة بوفاة والدك - رحمه الله تعالى - ولا أدري ما هي الظروف التي أحاطت بوفاة والدك، وكيفية وفاته، ومدى علاقتك به وتعلقك به، ولكن واضح أن هذه الأعراض الآن لها علاقة مباشرة بوفاة الوالد، وطبعا هي تتمحور معظمها في قلق وتوتر وخوف من الموت، وبعض أعراض الاكتئاب النفسي.
وهذه الأعراض عادة الناتجة من وفاة شخص عزيز علاجها الرئيسي - يا أختي الكريمة - علاج نفسي، يتطلب جلسات نفسية محددة لكي تتحدثي عما تحسينه بعد وفاة الوالد ومدى تأثرك به؛ لأنه من الطبيعي أن يحزن الشخص على شخص قريب منه، ثم ينسى وتستمر الحياة طبيعية، ولكن استمرار الأعراض بعد وفاة من نحب لفترة طويلة، استمرار الأعراض إلى سنتين يعني هناك شيء ما، والعلاج الأساسي هو علاج نفسي، العلاج الدوائي هنا يكون مساعدا فقط لبعض الأعراض، لمشاكل النوم، للقلق والتوتر الشديد.
كما ذكرت العلاج الأساسي في حالتك هو علاج نفسي، من خلال جلسات نفسية، يقودك المعالج النفسي لإخراج ما بداخلك من حزن دفين لم يتم التعامل معه بعد، ولكن بعض الأدوية - أدوية الـ (SSRIS) - قد تساعد، ولكن كما ذكرت العلاج الرئيسي علاج نفسي، فمثلا يمكنك تناول دواء (سبرالكس) عشرة مليجرام، نصف حبة (خمسة مليجرام) بعد الأكل، لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة (عشرة مليجرام)، ويجب أن تستمري فيها لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدئين بالتوقف التدريجي، وأنا ما زلت على رأيي أنه من المستحسن والأفضل أن يكون هذا مع علاج نفسي.
وفقك الله وسدد خطاك.