هل يجوز لي ترك خطيبي للتفرغ لخدمة والداي ورعايتهما؟

0 196

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 25 سنة، والدتي تعاني من شلل دماغي منذ حوالي 7 سنوات، أرعاها مع والدي الذي يعاني من التدهور الصحي، ويزيد عمره عن 65 سنة؛ لأن بقية إخوتي يسكنون في منطقة بعيدة عن منزلنا، وكنت أرفض الزواج للبقاء لخدمة أمي ورعاية والدي.

قبل حوالي 8 أشهر تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين، ولكنه يكبرني بأحد عشر عاما، فوافقت عليه وتمت الخطبة والعقد، وتم الاتفاق بيننا أن يقوم بقية إخوتي برعاية والدتي بعد زواجي، ولكنني أشعر بتأنيب الضمير الآن، وخاصة مع اقتراب موعد زواجي، لأن أمي تريد من يتفرغ لخدمتها، ويلازمها طوال اليوم، وأنا أعلم أن إخوتي لن يقوموا بذلك تماما، ولا يوجد أحد كفؤ لرعايتها غيري.

بدأت أفكر بفسخ الخطبة، لشعوري بتأنيب الضمير لترك والداي، ولأني أشعر أحيانا بعدم اقتناعي بخطيبي لفارق السن بيننا، وبسبب شكله أيضا، ولكنني أخاف أن أجرحه وأظلمه، لأنه يحبني ويحترمني، ويعاملني معاملة راقية جدا، وبيننا انسجام تام، فماذا أفعل؟

هل يجوز أن أفسخ الخطبة لهذه الأسباب، وهل يجوز لي ترك خطيبي لشكله، رغم أنه متدين، وملتزم، وذو أخلاق حسنة؟

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hiba حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:

جزاك الله خيرا على حرصك واهتمامك بخدمة والديك، وأسأل الله تعالى أن يكتب أجرك وييسر أمرك.

الزواج سنة الله في خلقه، وطالما أنك متفاهمة مع زوجك وهو متفهم لوضع والدتك، فبإمكانك إعادة طرح الحديث معه بشأن والدتك وخدمتها فيما لو أهملها إخوانك، وانظري ماذا سيكون رده، وما الحلول التي سيطرحها، وبإمكانكما استئجار سكن بالقرب منها، بحيث تسهل عليك الحركة والانتقال إليها، وعليك أن تطلبي رضا والديك ودعاءهما، وأن تطمئني والدتك بأنك لن تتخلي عنها.

أقترح عليك أن تتفاهمي مع إخوانك بخصوص رعاية والديك، بحيث تعملون جدولا فيما بينكم يستلمها كل شخص فترة زمنية كأسبوع أو شهر، وبهذا تتقاسمون الأدوار وتخف الأعباء -بإذن الله-، وتنالون جميعا شرف خدمتها.

لا أرى أن تفسخي العقد، وفارق السن ليس كبيرا، وليس مبررا لذلك، طالما هو صاحب دين وخلق، والجمال جمال الروح وليس الصورة، وشعورك في بعض الأوقات أنك لست مقتنعة ناتج عن الوضع القائم، وحالة الاضطراب النفسي، والتنازع بين الزواج والبقاء مع والدتك، غير أن هذا الشعور سيتلاشى بعد الزفاف.

استعيني بالله وامض على بركة الله، ومن يتق الله يجعل له مخرجا، وكلما تفانيت في خدمة زوجك، واقتربت منه، وأشبعت عاطفته وحاجته، وكسبت حبه وقلبه، كلما كان متفهما لوضع والدتك، ومعينا لك على طاعتها وخدمتها.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يوفقك وإخوانك للتناوب في خدمة والدتك، وأن يلين قلب زوجك ويجعله متفهما لوضعك، كما نسأل الله تعالى أن يسعدك في حياتك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات