السؤال
السلام عليكم.
لا أجد كلمات أشكركم بها على ما تقومون به من جهد وعمل، قلما نجد مثله في وقتنا هذا، فالله وحده قادر على مكافأتكم.
جدتي بعمر 92 عاما، لا تعاني من أي مرض مزمن كالضغط والسكر، تتناول أدوية فقط لهشاشة العظام، وتعاني من ارتفاع بسيط في نسبة البولينا (وظائف الكلى)، ولكن سائر الوظائف تعمل -ولله الحمد- بشكل ممتاز.
المشكلة أنها بدأت تقوم بتصرفات وأفعال غريبة، مثل: أنها تختلق في ذهنها مواقف وأفكارا، وتتخيل أنها حدثت ومقتنعة تماما بذلك، وتتصرف على أساس ذلك، مثل أن فلانا من الجيران يريد سرقتها، أو أن فلانا من الناس يريد أن يقتل أحد أولادها، أو أن فلانا من الناس تشاجر معها، وكل ذلك لم يحدث، وتبدأ في خلط الأحداث والذكريات القديمة والواقع، وتتصرف بحدة كبيرة جدا، وبقوة وعنف لا يتناسب مع سنها، وكأنها أصغر من سنها ب 50 سنة!
كما أنها تسهو كثيرا، ولا تنام ليلا بشكل طبيعي، وربما تظل طول الليل مستيقظة تريد الخروج من المنزل ظنا منها أنها تريد الخروج لقسم الشرطة، وتصرفات هكذا.
هل هذه الأعراض هي أعراض تصلب شرايين المخ فعلا؟ وهل هذا هو الزهايمر؟ وما هو العلاج المناسب لتلك الحالة، ولو أنه علاج مهدئ لحالتها؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في الغالب أن جدتك تعاني من اضطراب الخرف، فكلما تقدم العمر كلما زادت احتمالية حدوث الخرف عند الناس، وغالبا يكون الخرف من نوع الزهايمر؛ لأنها - كما ذكرت - لا تعاني من ضغط دم أو أمراض قلب، لأن هذه الأشياء تحدث خرفا له علاقة باضطرابات الدورة الدموية، فغالبا نوع خرف جدتك هو الزهايمر، ويأتي الخرف دائما في شكل مشاكل سلوكية وهلاوس واضطرابات ذهنية، واضطراب الذاكرة، خاصة الذاكرة للأحداث القريبة، ولكن الشخص يتذكر بوضوح الأحداث البعيدة جدا.
العلاج: طبعا لا يوجد علاج لمرض الزهايمر، ولكن توجد بعض الأدوية التي تساعد في عدم التدهور، وتساعد في الاضطرابات السلوكية، ولكنها لا تعيد الذاكرة، ومن أهم علاجات الخرف: أن يوضع الشخص في غرفة كاملة الإضاءة، وأن يتعامل مع أشخاص محدودين، ولا يتعامل معه أشخاص كثيرون، وأن نتجنب الاختبارات يوميا، بأن نسألها عن أشياء تسبب لها التوتر، وأن نحاول مساعدتها في أن نذكر لها في الصباح أن هذا اليوم هو يوم كذا.
أما بخصوص الأدوية فإني أفضل أن تتم تحت إشراف طبيب، إما طبيب مخ وأعصاب أو طبيب نفسي، ويا حبذا لو كان طبيبا نفسيا تخصصه كبار السن، لأن المهم جدا في هذا السن جرعة الأدوية، لأن كبار السن حساسون جدا للجرعات الكبيرة، فيجب أن تعطى جرعة صغيرة، ومراقبة حدوث أي آثار جانبية، خاصة إذا كنا نريد أن نعطي مهدئا لمساعدتها في النوم.
كما ذكرت توجد علاجات أخرى يمكن أخذها لوقف التدهور والمساعدة في الاضطرابات السلوكية، ولكن يجب أن يكون كل هذا تحت إشراف مباشر من الطبيب النفسي، أو طبيب المخ والأعصاب.
وفقك الله وسدد خطاك.