السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة كنت أكلم الشباب وأرسل لهم صوري؛ والآن تبت -والحمد لله-، لكني أعيش حياة القلق بسبب تلك الصور، وأخشى أن ينفضح أمري.
أعاني الخوف من النظر إلى الآخرين عند التحدث معهم؛ حيث أتحرج وأشعر بحرارة وارتباك، وأشعر بالوحدة المستمرة، فأبكي.
أتمنى أن تساعدوني
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في الموقع، وردا على استشارتك أقول:
-الحمد لله- الذي من عليك بالتوبة والرجوع إليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وثقي صلتك -بالله تعالى-، واجتهدي في تقوية إيمانك من خلال أداء الفرائض والإكثار من النوافل، فالحسنات يذهبن السيئات، وسبب في جلب الحياة الطيبة، كما -قال تعالى-: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).
الجئي إلى -مولاك وخالقك الرؤوف الرحيم- الستير الذي يستر عيوب عباده ويغفر ذنوبهم، وأكثري من التضرع بالدعاء بين يديه تعالى وأنت ساجدة لله، وتحيني أوقات الإجابة، وخاصة الثلث الأخير من الليل حين ينزل -ربنا جل شأنه- إلى السماء الدنيا، فينادي هل من تائب فأتوب عليه، هل من صاحب حاجة فأقضيها له، هل من سائل فأجيبه، فاطلبي منه أن يستر عليك وأن يكفيك ما أهمك.
مارسي حياتك بشكل اعتيادي، ولا تجعلي هم الصور يسيطر على حياتك؛ فإن لذلك تداعيات سيئة على صحتك، فصورك لن تنتشر -إن شاء الله تعالى-.
الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم وكشف الكروب، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر ذنبك).
اجعلي لنفسك وردا يوميا، مقدار جزء من القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك، كما -قال تعالى-: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
كوني متفائلة، فالتفاؤل يفتح لك آفاقا مشرقة في الحياة، ولا تتشاءمي فالتشاؤم من أسباب التعاسة في الحياة.
توكلي على الله، فإنه من توكل على الله كفاه، ومن اعتصم به وقاه، ومن التجأ إليه حماه.
خوفك من الفضيحة وندمك على ما فعلت دليل على صدق توبتك، وحياة إيمانك، ويقظة ضميرك، فإن الوقوع في المعصية لا يكون إلا في حالة ضعف الإيمان؛ ولذلك لا يحس الشخص بالخوف ولا بالوجل ولا بالحياء.
شبكة الإنترنت فيها الملايين من الصور، ولن يذهب أحد من أقاربك للبحث بينها عن صورك، فلا تقلقي واهتمي بإصلاح حالك، وخذي درسا وعبرة من أخطائك الماضية، فلا تقعي فيها مرة أخرى.
صادقي الخيرات من الفتيات اللاتي يأمرنك بالخير ويعيننك عليه ويأخذن بيدك في حال الزلل.
التحقي بحلقة لتحفيظ القرآن الكريم، وشاركي زميلاتك الصالحات في الأنشطة الاجتماعية والخيرية، واكسري الحاجز النفسي التي تعانين منه.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق في مسيرة حياتك، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يعفك ويسترك، إنه سميع مجيب.