السؤال
السلام عليكم
أشكركم على هذا الموقع الرائع.
والدي بعمر 70 سنة، كان يعمل في زراعة الأراضي، وكان يمشي لمسافات طويلة جدا، يتعرض لأشعة الشمس الحارقة في الرياض، ومنذ سنتين أصبح بطيء الحركة، سواء في المشي أو في اللبس، وفي الكل أصبح يأخذ وقتا أطول من السابق، ولا يستطيع الجلوس في الأرض، حيث أصبحت جميع أطرافه بطيئة الحركة بيديه ورجليه، ويمشي خطوات متقاربة، وازداد البطء في آخر 6 أشهر، نزول في وزنه، ولكن النزول الواضح في الوزن بدأ منذ 4 سنوات.
قبل أسبوع لاحظت رعشة خفيفة جدا في يده اليمنى أثناء مشاهدته للتلفاز، لم تستمر إلا لثوان، وقال لي: بسبب البرد، حيث كان ثم برد شديد.
قرأت في الانترنت عن (الباركنسون) بأن من علاماته الرعشة وبطء الحركة، ولم ألاحظ الرعشة إلا مرتين، وكانت لثوان سريعة جدا، لا تكاد ترى، وهذا الذي أقلقني.
والدي –الحمد لله- يبتسم ويحرك ملامح وجهه، وما شاء الله تبارك الله، لا يعاني من الإمساك أو سوء الهضم، أو فقدان الشهية، ويتكلم بشكل ممتاز واجتماعي، ويضحك ولا يعاني من صداع، ولا يعاني من آلام سوى ألم خفيف جدا في ركبته اليمنى، ويكون مع نزول الدرج أو صعوده، والحمد لله.
علما أن والدي أصبح نومه متقطعا من بعد تركه للعمل، وعنده تورم القدم، وهو كثير الدخول للحمام ليلا، ويعاني من ضغط الدم، ويأخذ 3 أدوية، وهي (املور ونروموتن ورينيتك من 20) سنة، وعند مشاهدته للتلفاز والأخبار يغفو وينام.
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
في مثل عمر الوالد -حفظه الله- تبدأ أمراض الشيخوخة في الظهور، خصوصا بعد أن تقاعد عن العمل، وقلت بالتبعية الحركة، ومن بين الأمراض التي يعاني منها كبار السن الأمراض المرتبطة بالمفاصل، وارتفاع ضغط الدم، وتبدأ أمراض مثل: الشلل الرعاش، والخرف، أو مرض (dementia) في الظهور ولكن هذه أمراض متدرجة، لا تظهر فجأة بل تأخذ شهورا، وسنوات حتى تترك أعراضا على جسم وتصرفات المريض.
كون أن الوالد -ولله الحمد- كما ذكرت يبتسم، ويحرك ملامح وجهه، وما شاء الله تبارك الله، لا يعاني من الإمساك أو سوء الهضم، أو فقدان الشهية، ويتكلم بشكل ممتاز واجتماعي، ويضحك، ولا يعاني من صداع، ولا يعاني من آلام سوى ألم خفيف جدا في ركبته اليمنى، فهذا مؤشر على أنه لا يعاني من تلك الأمراض، ويحتاج إلى مزيد من الرعاية الطبية والاجتماعية وعدم تركه، وحيدا بل يجب اقتطاع جزء من وقت من يحيطون به للعمل على إخراجه في نزهة، أو حتى العودة البطيئة إلى بيئة العمل والزراعة، لأن تلك البيئة تجعله نشطا ومقبلا على الحياة.
من المهم في هذه المرحلة عمل فحوصات دورية للاطمئنان على صحة الوالد من خلال فحص صورة الدم CBC كامل، وفحص فيتامين د، وفيتامين B12، وفحص وظائف الغدة الدرقية، وفحص وظائف الكلى والكبد، وفحص الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وأملاح البولينا وفحص البوتاسيوم، وتناول العلاج حسب نتيجة التحليل.
من أعراض ذلك مرض الشلل الرعاش: الرعشة في الأطراف أثناء سكون المفصل، وتختفي تلك الرعشة مع الحركة، وأثناء النوم، ويصاحبها بطء في الحركة عند القيام من وضع الجلوس، وعند البدء في المشي مع تيبس في العضلات، ويصاحب ذلك صعوبة في أداء الحركات المتكررة، مثل الكتابة والحركات التلقائية للذراعين واليدين والرموش، فتبدو ملامح الوجه ثابتة كما لو كان يرتدي قناعا يخفي به ردود أفعاله، مع انخفاض الصوت وصعوبة فهم كلماته المدغمة.
مع تطور المرض يحدث انحناء في طريقة وقوف المريض - كما تصبح خطواته بطيئة وقصيرة، ويصاحب ذلك صعوبة في البلع - وصعوبة في طلوع السلالم، والالتفاف، ويحدث ضعف في الذاكرة في نحو 40 % من المرضى.
في هذه المرحلة العمرية من المهم إعطاء الوالد التغذية المناسبة، مثل إعطائه ملعقة جوز الهند مرتين في اليوم، وإعطائه الفواكه ذات اللون الأسود والحبوب، مثل الشوفان والبرغل وجريش القمح، والإكثار من الأسماك، مثل السردين والسالمون التي تحتوي على اوميجا3، وشرب الماء، لتجنب الإمساك.
وضرورة التعود على المشي، والخروج مع الأسرة، ولا مانع من إعطائه كبسولات، رويال جلي، وكبسولات أوميجا3 كبسولة واحدة من كل نوع بصفة يومية، وكبسولات مسكنة، مثل Celebrex 200 mg عند الشعور بالألم مع إعطائه كبسولات فيتامين د الأسبوعية، جرعة 50000 وحدة دولية، كل أسبوع واحدة بصفة مستمرة.
وفقكم الله لما فيه الخير.