السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد الشكر والاحترام للصفحة، وكل من يقوم عليها.
ابنتي بعمر 8 سنوات، وتدرس في مدرسة إنجليزية؛ لأننا نقيم في الخارج، عانت كثيرا حتى اجتازت مشكلة اللغة، وهي مؤدبة وهادئة.
كذبت علي مرتين، مرة وهي بعمر 3 سنوات، وقد فهمتها أن الكذب حرام، وأن الكاذب يدخل النار، وبعدها بفترة كذبت فحرقتها، ومن ذلك الوقت لم تكذب.
رجعت فكذبت وفهمتها، وطلبت مني أعطيها فرصة، ووعدتني أنها لن تكذب مرة أخرى، وحاليا كذبت مرة أخرى فضربتها بسلك، حتى تعرف أنه هناك عقاب.
المشكلة الثانية: أنها تنسى كتبها في المدرسة، ولا تستطيع الحفظ، وتستحي أن تطلب المساعدة سواء فى المدرسة أو في الدرس الخاص.
تكلمت معها، وفهمتها بطرق كثيرة جدا، وكأني لم أفعل، واليوم في الدرس الخاص لم تقل لمعلمتها عن الواجب المطلوب لأنها تستحي، فضربتها بالسلك مرة أخرى، وجسمها كله أزرق، ثم بعد ذلك جاء والدها وضربها، لأنها مستهترة وتنسى كثيرا.
أتمنى أن تفيدوني كيف أتصرف معها، فأنا لا أريد أن أضربها، ولا أجيد التصرف.
شكرا جزيلا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Lamiaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا بكل هذا، أعانك الله، وأعان طفلتك أيضا على هذه المعاملة بما فيها من حرق وضرب بالسلك! فإذا جسمها كدمات زرقاء!
اسمحي لي أن أقول بأن سؤالك هذا آلمني كثيرا، فطفلتك ما زالت في 8 من العمر، وإذا كان كل هذا وأنت لا تحبين الضرب، فماذا لو كنت تحبين الضرب، وأن والدها أيضا شارك في الضرب؟!
يا أختاه ليس هكذا نعامل طفلة "تكذب" وهي في الثالثة من عمرها، فالطفل في هذا العمر لا يعرف معنى الكذب، بل هي لا تفرق بين الحقيقة والخيال، وربما معاملتك لها في الصغر وهي ابنة الثلاث، جعلها تكذب الآن وهي في الثامنة، وبرأيي أن الدافع لكذبها هو خوفها من الحرق ومن الضرب، فقط عندما تطمئن بأنك ستتفهمين وتقبلين جوابها، مهما كان مستهجنا، فقط ستقول الصدق ولن تضطر للكذب.
عندما تأملت في بقية سؤالك ومما ورد فيه من أنها "مستهترة" وأنها كثيرا ما تنسى كتبها وحاجاتها، وأنها تخجل من سؤال معلمتها، فكل هذه الصفات قد نراها أحيانا عند الطفل الذي عنده نوع ما من الأسباب الطبية التي تجعله مستهترا، ولا يدرك تماما ما هو المطلوب منه، ويبدو أن هذا يحصل معها في البيت والمدرسة، مما يشير ربما لخلل موجود عندها.
الذي أنصحك به هو عرض الطفلة على طبيب أطفال، ليقوم بالفحص الشامل، وخاصة تطورها النفسي والحركي واللغوي، لنستبعد سببا طبيا يمكن أن يفسر كل هذه السلوكيات التي تعاقبينها عليها بالحرق والضرب.
هنا تلاحظين أن سلوك طفلتك بهذا الشكل ليس المرض، وإنما هو عرض لشيء آخر، وتلاحظين كيف أن موقفنا اختلف من قاض وحكم إلى طبيب ومعالج.
أنا لا أشك في محبتك لطفلتك، ولذلك كتبت إلينا تبحثين عن حل كي لا تضطرين لضربها، فجزاك الله خيرا على قصدك هذا، إلا أن الأطفال يحتاجون منا للكثير من التقبل والرعاية والتوجيه.
أرجو أن تعيدي النظر في كل أسلوب تربيتك لطفلتك، وسأنصحك بأمر ربما يفيدك كثيرا، كيف ستكون معاملتك لهذه الطفلة، إذا كانت زائرة لكم لعدة أيام، فكيف ستعاملينها يا ترى؟ وهل ستختلف طريقة تربيتك لها مع العلم أنها زائرة عندكم؟ أرجو التفكير في هذا، فربما يغير الاتجاه 180 درجة.
وفقك الله، وأعانك على حسن تربية طفلتك، وأقر الله بها عينك، وصرف عنها كل سوء.