أعاني من الدوخة وقرب الإغماء والوخز وألم الصدر وهبوط الضغط.. فما أسباب ذلك؟

0 198

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو منكم تحمل طول رسالتي وذلك لحيرتي وكثرة معاناتي.

أنا سيدة عمري 32 سنة، وزني 50 كجم، أعاني منذ زمن طويل جدا من حرقة داخلية في القسم العلوي من جسمي، تأتي أحيانا وتذهب.

أما الآن فإذا جاءت فهي تأتي قوية جدا، وتشمل الرأس والأكتاف والصدر والثدي واليدين، وتستمر لأيام، وقد تتركز في أحد الجهتين أو لا.

أعاني من الدوخة في منطقة الجبهة والرأس، لا أعني الدوار أو عدم الاتزان، إنما شعور بقرب الإغماء ودوخة، وتأتي غالبا عند الاستلقاء.

أعاني من وخز يشبه وخز الإبر أو التنميل، ويأتي لأي مكان في جسمي وسرعان ما يختفي.

ضربات قلبي غير منتظمة، رغم سلامة التحاليل والتخطيط، وأتناول concor 2.5mg، ولكن لا أجد فائدة كبيرة منه.

تراودني أحيانا آلام في القلب والصدر واليد اليسرى، ويتكرر ذلك مع وجود وخزات على القلب، وحول القلب، وفي الصدر.

ضغطي في الأصل يكون تحو 90/60، ومع الكونكور صار 100/40، وغالبا يكون النبض بين80 إلى 100 بشكل عام، وتحليل الغدة سليم -بفضل الله-.

تظهر أحيانا في جسمي بقع خضراء، وتختفي تلقائيا، وتحليل التعداد على حسب ما أذكر أو اسمه الخضاب سليم.

كنت أشتكي من كتلة في مؤخرتي بالجانب الأيمن، وقالوا بأنها كتلة دهنية ثم اختفت وحدها، ورغم ذلك عند الجلوس أو السجود أحس بشيء كبير في ذلك الطرف، وإذا لمست المكان لا أجد شيئا.

أتمنى أن تتكرموا علي بالإجابة، فموضوع الدوخة يؤرقني جدا، وأحس أن صحتي كلها منهارة.

جزاكم الله خيرا وبارك بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي تعاني منها مثل الدوخة، والشعور بقرب الإغماء، والشعور بوخز كالإبر أو التنميل، مع عدم انتظام النبض، والشعور بالألم في منطقة القلب والصدر، وهبوط الضغط، والواضح حوالي 90/60، والآن مع الكونكور 100/40، كل ذلك قد يشير إلى حالة طبية تسمى cardiomyopathy، ومن بين أعراض تلك الحالة، ضيق التنفس، وربما تورم القدمين والساقين، والحكة أثناء الاستلقاء، بسبب احتقان الرئتين، مع الشعور الدائم بالتعب، وألم الصدر، والدوخة، والدوار، والشعور بخفة الرأس، والإغماء.

ليس معنى التفكير في تلك الأعراض، وفي ذلك المرض بهذا التصور أنك تعاني منه، ولكن هي نظرة على الأعراض والتفكير لأبعد مدى حتى يمكن التدخل في الوقت المناسب، ولا نريد لك إلا العافية، وهناك بعض الفحوصات البسيطة التي تثبت أو تنفي هذا الافتراض، ومن بين تلك الإجراءات البسيطة، عمل أشعة عادية على الصدر Chest X-ray، وقد يظهر أن المساحة التي يحتلها القلب من مساحة الصدر أكبر من اللازم، وهذا أمر يعرفه الأطباء، بالإضافة إلى عمل تخطيط للقلب ECG، وتصوير القلب بالإيكو Echocardiogram، وهذه فحوصات بسيطة ومتاحة، وهي التي تثبت أو تنفي ذلك التشخيص.

هناك أسباب كثيرة قد تؤدي إلى تلك الحالة، منها العنصر الوراثي، ومشاكل في صمامات القلب، ومشاكل السمنة، والغدة الدرقية، والسكر، ونقص بعض الفيتامينات، ومشاكل الحمل في الفترة السابقة، وشرب الكحول على مدار سنوات طويلة، ومن بين الأسباب بعض الأمراض المزمنة في الأنسجة الرابطة للعضلات والعظام Connective tissue disorders، ومن بين تلك الأمراض amyloidosis.

يحدث في ذلك المرض أن الغرفة الأساسية المسؤولة عن ضخ الدم إلى الشرايين The left ventricle، تفقد بعضا من قوتها، وتصبح متضخمة enlarged، ويظهر ذلك في تخطيط القلب، ويسمى ذلك Dilated cardiomyopathy، ولتشخيص تلك الحالة قد يلجا الأطباء إلى إجراء قسطرة Cardiac catheterization، وأخذ عينة من عضلية القلب، لمزيد من البحث والتشخيص، بالإضافة إلى عمل أشعة مقطعية CT scan، أو أشعة رنين مغناطيسي MRI، مع ضرورة فحص B-type natriuretic peptide (BNP)، وهو بروتين تنتجه عضلة القلب، ويرتفع مع تأثرها، بالإضافة إلى التحاليل العادية: من وظائف الكلى، والكبد، والكوليستيرول، والدهون، وأملاح يورك أسد، والسكر الصائم، والبوتاسيوم، وفيتامين (د)، وفيتامين (B12).

في حال تشخيص تلك الحالة، فإن العلاج يحتاج إلى مستشفى القلب، لعمل المتابعات المختلفة، ووصف علاج لتقوية عضلة القلب، ولضبط النبض، وربما تركيب بعض الأجهزة المساعدة لعضلة القلب، مع ضرورة الكتابة إلينا مرة أخرى للاطمئنان عليكم، وندعو لكم بالصحة والعافية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات