السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري 17 سنة، عانيت من الوسواس القهري في أكثر من شيء، دائما أشعر أنني أقل من إخوتي، ولا أجد من يهتم بي، وفي الآونة الأخيرة اكتشفت انه لا أحد يستطيع أن يفهم حزني وهمي.
أنا كتومة جدا، مما أثر على دراستي، وأصبحت أنام كثيرا، وقد يصل نومي إلى 12 ساعة، فأستيقظ وأنام بعدها.
تعرضت لمواقف صعبة من أقرب أصدقائي، وكنت أبكي بكاء شديدا، وأصبحت عصبية، سريعة الغضب، لأتفه الأسباب، ثم اكتشف أنني أسأت للناس، وجرحتهم بكلامي، وبسبب الوسواس القهري لم يعد أحد يتحملني في البيت.
أنا أقل من إخوتي دراسيا لأنني لا أبذل المجهود الكبير، ولكن فهمي سريع، لذلك أشعر بالضيق الشديد، وعدم الرغبة في فعل أي شيء، ولدي اضطراب في المعدة هذه الأيام، وأشعر بالغثيان عند تناولي الطعام.
أشعر أن حياتي مدمرة، ولا أعرف ماذا أفعل، فكيف أتخلص من ذلك؟
أفيدوني مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
شكرا لك على الكتابة إلينا، ومعذرة على التأخر بسبب الأسفار وأمور أخرى.
من الواضح أنك فتاة ذكية، وقد آتاها الله العديد من النعم ومنها سرعة الفهم، إلا أنه لابد من حسن الاستفادة من هذه النعم والقدرات.
ما يصيبك من الفتور، وضعف الرغبة بالعمل والدراسة، يصيب الكثير من الفتيات، والفتيان أيضا، في مثل هذا السن، فهي مرحلة هامة من حياتك النفسية والاجتماعية، مما يمكن أن يعيق نموك وتطورك في المجتمع، إلا أه هذه المرحلة هي أيضا مرحلة هامة ليفعل الشخص نفسه، ويضع قدمه على طريق النجاح والدراسة التي يريد أن يختارها بعد قليل في الجامعة، وطبيعة المهنة التي يريد أن يختارها لحياته.
ونفهم من خلال هذا أن المرحلة التي أنت فيها هامة جدا، لأنها ستضع بصماتها على بقية حياتك، فإذا ليس هناك وقت لتضيعينه، ونعم يمكن للإنسان أن يمر فترة بشيء من الفتور والضعف، إلا أن عليه أن يسيطر على هذا، ولا يجعله يمتد لوقت طويل، وإنما يبادر بنفض غبار الملل والفتور، والعودة لنشاطه المعتاد.
ومما يمكن أن يفيد في تحقيق هذا أمور يقوم بها، وأمور يمتنع عنها، ومما عليه أن يمتنع عليها، أو على الأقل ينتبه إليها، كإضاعة الوقت الطويل على الملهيات كوسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، والأنشطة غير المفيدة.
ومما يساعد على تنشيط نفسه الحفاظ على الصلاة في وقتها، والرياضة وحسن الدراسة والمذاكرة، وبعض التواصل الأسري والاجتماعي، وبعض الهوايات المفيدة كالقراءة وغيرها، فهذه كلها مما يبعد الملل والفتور عن حياتك، ويعينك على تحقيق أهدافك وطموحاتك في هذه الحياة، وفي الآخرة.
وأتوقع أنك ستتمكنين من القيام بهذا التغيير المطلوب بنفسك، وخاصة مع وجود الرغبة والعزيمة والتصميم، ولكن إن واجهتك بعض الصعوبات والتحديات، فأرجو ألا تترددي في مراجعة الأخصائية النفسية في مدرستك، للحديث وطلب الاستشارة والتوجيه.
وبالنسبة لمشكلة الغثيان عند تناول الطعام وأسبابه: (2311184 - 2125298 - 2137774).
وفقك الله، وبانتظار سماع أخبار نجاحاتك وإنجازاتك، وقد أعجبني الاسم الذي اخترتيه، موج البحر الثائر.