كيف أتخلص من إحساسي بمراقبة الناس لي؟

0 206

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري 17 سنة، أعاني من عدة مشاكل:

المشكلة الأولى: أفكر في كل شيء، وأضخمه في عقلي، حتى لو سمعت كلمة، أو قلت كلمة، أفكر فيها قبل أن أقولها، سواء كانت صحيحة أم لا، كما أفكر بردة فعل من هم حولي، وبعد أن أقولها أكررها في عقلي بالأسلوب الذي قلته.

المشكلة الثانية: لا أشعر بالتناغم مع الناس، ولا أحب الجلوس مع أحد بسبب الارتباك أحيانا، وأراقب نفسي، وأشعر بمراقبة الناس لي، وفي أغلب أوقاتي أشعر بالكآبة، فما تشخيصكم لحالتي؟

وفقكم الله، ونفع بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

من الواضح أنك شاب حساس، ومن الطبيعي أن يميل بعض الشباب إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحد من هؤلاء، حيث تتأثر بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك، وتفكر فيه مليا.

ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى، أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، ولعل ما يمر بك مما ورد في السؤال الثاني له علاقة بشيء من الرهاب الاجتماعي، وربما بسبب هذه الحساسية التي عنك، مما يجعلك تفضل الابتعاد عن الآخرين والعزلة عنهم، والرهاب الاجتماعي من أكثر أنواع الرهاب انتشارا.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور، ومنها محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يقال عندهم ما يكفيهم، فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، والحساسية لكلامهم، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، وبالتالي يخفف عنك هذا من ارتباكك أمامهم.

الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك، هو أن تذكر أنك في 17 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذه الحساسية المفرطة، ومن المهم أن تتذكر أن التجنب، كتجنب الناس لن يحل المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاول الاقتراب من الآخرين، ولاشك أن المحاولات الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظ أن الأمر أبسط مما كنت تتوقع، وهكذا خطوة خطوة ستتعلم مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرج مما أنت فيه.

وثالثا، مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعر بأن الارتباك من الحساسية قادم، هو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، كالجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على تخفيف أعراض الارتباك.

وفقك الله، ويسر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزها، عاجلا أو آجلا، -وإن شاء الله- يكون الأمر عاجلا.

مواد ذات صلة

الاستشارات