السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على ما تقدموه من نصائح وإرشادات، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.
استشارتي هي: أني أعاني من الوسواس القهري والقلق منذ عدة سنوات، وحاليا أستخدم عقار فافرين 100 ملجم في الليل، مع تيجريتول 200، لأن الفافرين وحده سبب لي أفكارا انتحارية، فقرر طبيبي إضافة التيجريتول لتثبيت المزاج، وحالتي النفسية مستقرة الآن، لكن المشكلة أن جميع أدوية مثبطات استرجاع السيروتونين تسبب لي الكسل والخمول.
كنت أمارس الرياضة بانتظام، وأشعر بالحيوية، لكن هذه الأدوية سببت لي الكسل والخمول، وأنا لا أمارس الرياضة إلا تقريبا يومين أو ثلاثة في الأسبوع، جربت أنواعا أخرى من مضادات الاكتئاب، لكن لم تعالج الواسواس والقلق مثل افكسور، ولم ترجع لي النشاط الذي كنت عليه.
فهل هناك أدوية تسبب زيادة في النشاط والحيوية، لأني أكره أن أكون من النوع الكسول الخامل.
مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Haydr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الوسواس القهري الاضطراري إذا كان تشخيصك سليم يعالج بالأدوية، وبالعلاج السلوكي المعرفي معا، ودلت كثير من البحوث أن الأفضلية للجمع بين العلاجين، أي العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي، والفافرين أنا أؤيدك هو مضاد للاكتئاب، ويعمل على زيادة السيرتونين في دماغ الإنسان، ولكنه أيضا وجد أنه علاج فعال للوسواس القهري الاضطراري، نعم رشحت بعض الدراسات تشير إلى أن بعض أدوية الاكتئاب النفسي عندما تعطى في البداية قد تزيد الأفكار الانتحارية لبعض المرضى، وهذا موضوع شائك ومعقد، وبعض الناس يقولون أن هذا ليس من الدواء ولكن من المرض، وبالذات في الاكتئاب النفسي، على أي حال هذا جدل لم يتم حسمه نهائيا.
وأنا شخصيا لم أسمع بأن الفافرين من هذه الأدوية التي تسبب ميول انتحارية، لقد ارتبط هذا الشيء مع أدوية أخرى، على أي حال يمكن أن تعطى دواء آخر، بالنسبة لما ذكرته عن ما تسببه لك أدوية مضادات الاكتئاب التي تعمل على زيادة السيرتونين من خمول ونعاس، أبشرك بأن هناك أدوية أخرى الآن تعمل بطريقة مختلفة من الأدوية التي تعمل أساسا على السيرتونين، تعمل بطريقة مختلفة وقد تكون هي الأفيد، لكن -يا أخي الكريم- أنا لي تحفظ في استعمال التجردوال مع الوسواس القهري، عادة الوسواس القهري كما ذكرت يمكن علاجه دوائيا بمضادات الاكتئاب، وبالأدوية التي تزيد مادة السيرتونين مع العلاج السلوكي المعرفي، وإذا لم يتحسن على أدوية الاكتئاب لوحدها فيمكن أحيانا إعطاء أدوية مساعدة مثل مضادات الذهان بجرعة صغيرة، وليس من المألوف إضافة مثبتات المزاج مثل التجرداول، إلا إذا كان التشخيص مختلفا -يا أخي الكريم، مثبتات المزاج مفيدة جدا في علاجات الاضطراب الوجدانية ثنائية القطبية، بل هي العلاج الأساسي لهذا النوع من الأمراض.
لذلك -يا أخي الكريم- أرى أن تقابل طبيب نفسي آخر لمراجعة التشخيص في المقام الأول، ومن ثم إعطاء دواء آخر إذا ثبت أنك تعاني من وسواس قهري فقط أو اكتئاب اختيار مضاد اكتئاب نفسي لا يسبب الخمول والكسل، طالما أنك شخص رياضي وتحب ممارسة الرياضة، وأخيرا أنصحك بشدة باللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي مع العلاج الدوائي؛ لأن الجمع بين الأثنين أفضل ويؤدي إلى تقليل جرعة الدواء المستخدمة، ويؤدي إلى اختفاء الأعراض عند التوقف من العلاج الدوائي.
وفقك الله وسدد خطاك.