السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة جامعية، أحببت أحد أساتذتي حبا شديدا، وتعلقت به جدا، وكنت البادئة معه بالحديث، وأعلم بأنه خطأ، وما كان علي فعل ذلك، لكنه بادلني الشعور ذاته، حتى قويت العلاقة بيننا، ووعدني بالزواج، وأخذ رقم أهلي.
وثقت به كثيرا؛ لأنه منع اللقاء بيننا، رغم أننا التقينا مرتين، ولم يكن هذا اللقاء سوى محادثات ونظرات، والآن يقول لي: إن أهله لا يرغبون بي، ولا يمكنه الزواج بي بعدما وعدني، علما أنه تحدث معي في أشياء لا يمكن التحدث بها إلا بين الزوجين، ومعه صوري بالحجاب.
أعلم أن ما فعلته خطأ، فأنا تبت إلى الله، وأرجو ستره علي، ورحمته بي، ولكنني خائفة من تلك المكالمات، فلا أعلم هل هي وسوسة أم تخيلات، لكنني سمعت صوتا مشابها تماما له لمكالمة مع فتاة أخرى على اليوتيوب، ولا أستطيع الجزم بأنه هو، ولكنني أعرف صوته جيدا، وأسلوبه، وطريقة كلامه، وأخشى إن كان تحدث مع فتيات أخريات، ونزل تلك التسجيلات على اليوتيوب، أن يفعل بمكالماتي السابقة معه الشيء ذاته، فماذا أفعل؟ وهل لهذا الخطأ تأثير على حياتي المستقبلية؟
أفيدوني، مع الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Soma حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فالتساهل في العلاقة بين المرأة والرجال الأجانب بدون الالتزام بضوابط الشرع، خلل عظيم تقع فيه بعض الفتيات وبعض الرجال، مما يؤدي إلى مثل هذه المشكلات، والتي ما كان لها أن توجد لو ضبطنا علاقاتنا بشرع الله تعالى.
وعلى كل حال فيجب عليك التوبة الصادقة مما حصل منك، والإقلاع عن هذا الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العودة إليه مرة أخرى، والإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة، والبعد عن الفتنة ووسائلها، لعل الله أن يغفر لك ما سلف.
وبخصوص تخوفك من تصرفات الرجل، أنصحك بإبلاغه بإتلاف صورك، ومسح كل المراسلات التي بينك وبينه، طالما أبلغك بعدم رغبته بالزواج منك، وهذا من حقك عليه، فإن استجاب -فالحمد لله-، وإن امتنع عن ذلك فيمكن تهديده بإبلاغ المسؤول عليه في الجامعة؛ لأنه استغل عمله في ما لا يجوز له فعله، ومعلوم أن قوانين الجامعات تمنع مثل هذا التصرف من الأستاذ مع طالباته، وتعاقب عليه، ولعله يخشى على سمعته ومكانته العلمية فيستجيب لك، ويتم إنهاء الموضوع.
وفي كل الأحوال ننصحك بالثقة بالله، وحسن الظن فيه، ولا تلتفتي لوساوس النفس والشيطان بعد التوبة الصادقة؛ لأن الشيطان حريص على تخويفك، حتى لا تتمكني من التوبة وقطع الصلة بهذا المسلك، واعلمي أن الله يدافع عن عباده إذا رجعوا إليه وتوكلوا عليه، فاصدقي في توبتك، وادعي الله أن يسترك ويكفيك شره، ولن يضرك -بإذن الله-.
وفقك الله، وأصلح حالك.