السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم جهودكم كاملة على ما تقدمونه.
أنا شاب، منذ فترة أعاني من شعور غريب بالرأس، مثل: خفة، أو ثقل، أو دوخة، أو شعور بعدم الوعي، أشعر بأنني خفيف الجسد، وأشعر أنني سأفقد الوعي، عيناي ثقيلتان، ولا أشعر بالراحة في رأسي، أجريت فحوصات لصدري ودمي وقلبي، وكانت كلها سليمة -ولله الحمد-، ولكن لم أفعل فحوصات لرأسي بعد، لا أعلم إذا كنت أبالغ أو أتوهم.
أذهب كثيرا للأطباء، وأعمل الكثير من الفحوصات، وكلها سليمة، وأعاني من ضيق التنفس أيضا، وأشعر بضعف في الجسم، وارتخاء وتعب.
أتناول سيبرالكس منذ خمس سنوات، وبدأت بجرعة 5 ثم 10، ثم 20 ملغ، ومنذ سنتين على الجرعة الوقائية، لكنني لا أشعر بالتوازن، ولا أعلم هل أذهب للطبيب أو لا؟ وأشعر بأنني تائه بين الوهم والواقع، ولم أعد أميز إذا كان نفسيا أم لا.
أرجو منكم النصيحة، وبانتظار ردكم الكريم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الأعراض التي تعاني منها أقرب للأعراض النفسية منها للأعراض الجسدية، أو العصبية، لأنها لكي تكون لها علاقة بالمخ لا بد أن يكون هناك فقدان تام للوعي، وليس إحساسا بالغربة، أو إحساسا بأنك بين اليقظة والنوم، بل لا بد أن يكون هناك فقدان تام للوعي، لكي تكون هذه المشكلة مشكلة عضوية، خاصة للمخ، وأقرب إلى الصرع، لأن هناك نوعا من الصرع العقلي يكون فيه إحساس غريب في البداية، ولكن يكون هناك فقدان تام للوعي لفترة محددة، وهذا هو المهم، في شكل نوبة، ويرجع الشخص بعدها طبيعيا مائة بالمائة، وعندما يسأله الناس عما لاحظوا عليه من تصرفات، فيذكر لهم أنه لا يتذكر شيئا مما حصل، ولذلك عادة لا يتم تشخيص هؤلاء الناس إلا بحضور شخص شاهد هذه النوبة عندما تأتي إلى المريض، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى: عادة الفحوصات التي يجريها الأطباء -وأنا على يقين أنك قابلت الكثير من الأطباء- لو أنهم شكوا بأن مشكلتك لها علاقة بالرأس لطلبوا تخطيطا للدماغ، أو رنينا مغناطيسيا، الفحوصات دائما يحددها الأطباء، الطبيب يطلب الفحوصات بناء على الأعراض التي يشتكي منها المريض.
الشيء الآخر: لقد قابلت طبيبا نفسيا وأعطاك السبرالكس، والآن أنت تتناوله لفترة طويلة من الوقت، فلا بد من المتابعة مع طبيب نفسي، وذكر هذه الأعراض، وأنا على يقين أنه إما أن يغير مسار العلاج مثلا إلى شيء آخر غير السبرالكس، أو يطلب منك أن تتعالج علاجا نفسيا، لأنه قد يفيد، وإن شعر لحظة من اللحظات أنك تحتاج إلى فحوصات، فسوف يقوم بتحويلك إلى استشاري المخ والأعصاب.
وفقك الله، وسدد خطاك.