هل كثافة السائل المنوي تسبب تأخر الحمل؟

0 336

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 32 سنة، أنا متزوجة منذ سنة ونصف, وقد كانت مدة خطوبتنا 5 سنوات تقريبا، ولكنني أصبحت أعاني من مشاكل نفسية ووسواس، وشك مستمر في زوجي، وهو مدخن للشيشة وعمره 33 سنة.

حيث أنه لا يمارس معي العلاقة الزوجية غير مرة واحدة فقط في الشهر أو مرة واحدة خلال شهرين، وأحيانا تنتهي بالفشل.

أشعر بعدها بالحكة ويصبح لدي فطريات وإفرازات بكتيرية برائحة مما يجعله أحيانا ينفر مني بالإضافة إلى أني أشعر بآلام شديدة عند الإيلاج وبالتوتر؛ مما يجعل العضلات غير مرتخية بسبب عدم راحتي وعدم ثقتي به، وقد تعالجت منها ولكنها ترجع بعد كل لقاء معه، ما سبب تكرار الإفرازات والعدوى؟

لاحظت عليه ارتخاء وضعفا في الانتصاب أثناء الاقتراب مني، ولا أحس بنزول السائل المنوي.

وهو يجلس في الحمام لأكثر من ساعتين بصحبة جواله عدة مرات في الأسبوع، وعندما أسأله يقول إنه يعاني من الإمساك والبواسير.

وعندما أواجهه يقول لي أن هذا أمر طبيعي جدا فقط مرة واحدة في الشهر؟ حتى الآن لا أستطيع الحمل؟ ونحن نستخدم مزلق KY ..

هل هذا الدواء يمنع الحمل عند استخدامه؟

وهو يعاني من مشاكل نفسية بسبب أهله وبسبب الديون.

وقد لاحظت عليه أنه يتناول دواء للبلغم بالإضافة إلى المكمل الغذائي لمدة 3 شهور؟ وقد قال لي أنه زار الطبيب، وأنه يعاني من كثافة السائل المنوي، ما هو أسبابه؟ وهل هذا يسبب تأخر الحمل وما علاجه؟

أريد معرفة هل وضعه طبيعي أم أنه مريض أم عنده ضعف؟ وما أسباب وكيفية ومدة العلاج؟ أم أنه يفعل شيئا محرما -لا قدر الله- لتفريغ شهوته؟ أو أنه متزوج من أخرى، حيث إنه يمضي طوال النهار خارج المنزل، ولكنه لم ينم ليلة خارج البيت؟

لقد واجهته كثيرا, إذا بالإمكان التوضيح، وحل مشكلتي؛ لأنها قد وصلت للطلاق؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الإفرازات المهبلية ذات الرائحة الكريهة هي إفرازات التهابية, أي أنها ناتجة عن الإصابة بالميكروبات, وبما أنها تحدث بعد الجماع, فقد يكون سببها هو: إما انتقال العدوى إليك من زوجك, أو بسبب نشاط بعض البكتيريا التي كانت مسالمة وخاملة في جوف المهبل، لكنها نشطت بسبب تغير البيئة الكيميائية للمهبل مع الجماع, وأحيانا قد يكون السبب هو حدوث الأمرين معا.

ويجب أخذ عينة من هذه الإفرازات المهبلية وفحصها تحت المجهر, مع عمل زراعة لها؛ من أجل معرفة العامل أو العوامل الممرضة الموجودة فيها, والعلاج يجب أن يكون حسب نتيجة التحليل.

بالطبع إن نقص عدد مرات الجماع يعتبر سببا لتأخر الحمل, فحدوث الجماع مرة كل شهر أو شهرين يعتبر غير كاف لحدوث الحمل, ولا ننصح باستخدام المزلقات والمرطبات المهبلية خلال الجماع لمن كانت راغبة بالحمل, فبعضها قد يؤثر على حركة الحيوانات المنوية.

بالنسبة للألم والتشنج الذي تشتكين منه خلال الجماع, فكونه يحدث مع الجماع, فالاحتمالات متعددة منها:
- قد يكون ناتجا عن نقص الترطيب بسبب قصر فترة المداعبات والتحضير قبل الجماع.
- قد يكون ناتجا عن عامل نفسي بسبب مشاعرك السلبية وعدم رضاك عن تصرفات زوجك غير المبررة.
- قد يكون ناتجا عن الالتهابات المهبلية المتكررة.
- قد يكون بسبب مرض في الحوض, كالأكياس أو الألياف, أو بطانة الرحم الهاجرة أو غير ذلك.

لذلك أرى - يا عزيزتي- بأن الأفضل هو أن تقومي بمراجعة الطبيبة المختصة لعمل تصوير تلفزيوني وعمل فحص نسائي، وأخذ عينة من الإفرازات, فبهذا سيكون التشخيص أدق والعلاج أنجع بإذن الله تعالى.

أسأل الله عز وجل أن يمتعك بثوب الصحة والعافية دائما.
++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. رغدة عكاشة استشارية النساء والتوليد وأمراض العقم، وتليها إجابة د. إبراهيم زهران استشاري أمراض تناسلية وذكورة.
++++++++++++++++++++++
كما وضحت لك الدكتورة الفاضلة غادة عكاشة بضرورة مراجعة طبيبة النساء الخاص بك، وأرى أيضا ضرورة متابعة حالة الزوج جيدا مع طبيب الذكورة.

فمن خلال سؤالك يتضح أن هناك مشكلة ما سواء في الجانب العضوي من خلال ضعف السائل المنوي، أو زيادة اللزوجة وهو ما يتضح فقط بالاطلاع على نتيجة التحليل صحيح اللزوجة لوحدها قد لا تسبب تأخر الإنجاب، ولكن بالطبع تباعد فترات الجماع لتكون مرة كل شهر أو شهرين فهذا وحده سبب كاف لعدم الحمل الطبيعي.

أما أسباب تباعد فترات الجماع وهو بالطبع أمر غير طبيعي ويجب معرفة السبب فتكون نتيجة عوامل مختلفة:
- إما مشكلة عضوية في الهرمونات، وبالتالي تسبب قلة الرغبة وضعف الانتصاب، فيعزف الزوج عن الممارسة نتيجة الخوف من الفشل.

- أو عوامل نفسية مثل ممارسة العادة السرية مرات عديدة وبالتالي لا يحتاج للجماع، وهو أمر لا يتم جزمه إلا من خلال الزوج أو مراقبة ذلك.
- تكرار الالتهاب المهبلي قد يكون نتيجة التهاب لدى الزوج وهو ما يحتاج معه لتناول علاج بالتزامن مع العلاج الموضح لك.

لذا هناك مشكلة يجب تشخيصها لدى الزوج، وذلك بالعرض على طبيب ذكورة، والبدء في المصارحة معه بشكل هادئ كي تحل المشكلة، وذلك بالاطلاع على نتيجة تحليل السائل المنوي وتحاليل الهرمونات:
- Tesosterone
- prolactin
- lipid profile
- fasting bllod sugar
- FSH, LH
- E2
مع بيان هل الزوج مدخن؟ وهل يمارس الرياضة؟ وهل لديه سمنة؟ وماذا عن طبيعية العمل والحالة النفسية بصورة عامة؟

ثم لا بد من تقارب فترات الجماع ولو يوما بعد يوم في فترات التبويض لزيادة نسب حدوث الحمل الطبيعي.

مع التحدث بهدوء معه ومع الطبيب المعالج للوصول للأسباب الأخرى المحتملة من التهابات لديه أو ممارسة للعادة السرية.

ومرحبا بك للتواصل معنا لتوضيح أي تساؤلات.
والله الموفق.
+++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. إبراهيم زهران استشاري أمراض تناسلية وذكورة، وتليها إجابة د. عمار بن ناشر استشاري العلاقات التربوية والأسرية:
+++++++++++++++++++

لا شك أن مشكلتك ومشكلة زوجك -عافاكما الله- في الأساس طبية, ولذا فإنه يجب عليكما مراجعة الطبيب العضوي الخاصين بأمراض النساء والذكورة، هذا من جهة, ومن جهة أخرى فإن خشيت من سوء الحالة النفسية لديك فلا بد من مراجعة الطبيبة النفسية.

كما والواجب تنبيه زوجك أيضا على ذلك، فكثيرا ما ترتبط المشكلات المالية والاجتماعية وغيرها بالأمراض النفسية، الأمر الذي يترتب عليه آثار سيئة على انتصاب العضو الذكري والقدرة الجنسية، فليس من الطبيعي أن يعاشر الزوج زوجته على النحو الذي ذكرته عافاه الله وشفاه، ومن جهة ثالثة فلا يستبعد -والله تعالى أعلم- أن يكون الزوج مبتلى بشيء من المخالفات الشرعية من نحو إدمان مشاهدة الأفلام الإباحية أو العادة السرية أو أكثر من ذلك، إلا أن الواجب شرعا حسن الظن بالمسلم لا سيما بمن كان ظاهره الصلاح والاستقامة لقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ..}، وقوله عليه الصلاة والسلام: (اتقوا الظن فإن الظن أكذب الحديث) رواه مسلم، لاسيما في تعامل الزوجين مع بعضهما، حيث يجب أن تبنى على الثقة وحسن الظن لعظم حقهما على بعض.

إلا أن من واجب الحذر والاحتياط الشرعي والصحي ضرورة إجراء الحوار الهادئ والمصارحة التامة مع زوجك بلطف ورفق وحكمة, كما يمكنك الاستعانة ببعض أهل الفضل من المقربين والمؤثرين لديه الذين يمكن الاعتماد عليهم في الستر وحفظ السر، وذلك لغرض القيام بنصحه وتذكيره بما يلزم تجاه مشكلتك ومشكلته، وفي توفير الصحبة الطيبة له خارج البيت في متابعته إيمانيا وأخلاقيا وصرفه عن أسباب الشر والفساد.

اجتهدي - أختي الفاضلة سلمك الله - أن تكوني لزوجك خير سند ومعين في صلاح دينه ونفسه وبدنه وأسرته وذلك بأن تمثلي القدوة الحسنة في دينك وخلقك وطاعتك، وحسن تجملك لزوجك لتعينيه على غض بصره وإحصان فرجه وعفاف نفسه، فلا يلجأ إلى البدائل غير الشرعية الأخرى إن وجدت -لا قدر الله-.

وحفاظا على صحتك النفسية، فإن الواجب عليك كما سبق حسن الظن، وصرف الوساوس المخالفة للأصل الشرعي وغير المبنية على الدليل، ولا أفضل من التزام عبادة الصبر طاعة لله تعالى ورجاء الثواب والأجر والإيمان بالقضاء والقدر حلوه وشره من الله تعالى: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك, وما أخطأك لم يكن ليصيبك.) رواه الترمذي وهو صحيح، وعند أحمد زيادة: (.. واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسرا)، ولذا أوصيك باللجوء إلى الله تعالى بالذكر والدعاء: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} {ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم}.

هذا وأسأل الله تعالى أن يفرج همك، ويعافيك وزوجك ويرزقكما سـعادة الدنيا والآخرة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى إله وصحبه أجمعين.

مواد ذات صلة

الاستشارات