السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاب، عمري 25 عاما، عندي استشارتين في الجلدية:
الأولى: منذ عام وأكثر تظهر لي حبة كبيرة، وتمتلئ بالصديد تحت الإبط الأيمن مرة ثم الأيسر مرة وهكذا، وأقوم بتصفيتها وتطهيرها؛ مما يؤثر على عدم قدرتي على العمل، وذهبت إلى طبيب الجلدية، وأخبرني أنها الغدد الليمفاوية، وأعطاني العلاج ولكن لم يأت بنتيجة.
الثانية: أعاني من هرش شديد في الذراعين والساقين، مع ظهور نقط حمراء صغيرة جدا بسوى الجلد (غير بارزة) منذ شهر، ولم أذهب إلى طبيب، ولكن أتناول أقراص أنالارج، فهل هذا مرض جلدي أم الكبد فيها شيء من الديباكين؟ مع العلم أنني مصاب بكهرباء زيادة في المخ وأتناول ديباكين 500 منذ 6سنوات، فهل هو السبب أم لا؟
أرجو إعطائي العلاج المناسب والنصائح والتوجيه كي تختفي هذه الأعراض، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور أن الحبوب المذكورة ليست غدد ليمفاوية، وإنما دمامل متكررة بالجلد، وهي نوع من أنواع الالتهابات البكتيرية المتكررة، ويجب في هذه الحالة التأكد من عدم إصابتك بأي أمراض، أو مشكلات عضوية تجعلك أكثر عرضة لحدوث تلك الالتهابات، مثل: داء السكري، والأنيميا، ونقص الحديد في الدم، وإذا كنت لا تعاني من أي أمراض عضوية، فهناك نسبة من الأشخاص تكون عندهم زيادة في تكاثر نوع البكتيريا -بكتيريا المكورات العنقودية- التي تسبب تلك الالتهابات على الجلد، وبالأخص في الأماكن بين الفخذين والمؤخرة، وتحت الإبطين وحول فتحات الأنف.
العلاج يكون باستخدام مرهم الميبروسين أو الفيوسيدين الموضعي لمدة أسبوعين، وإذا كانت الحبوب كبيرة نسيبا ومنتشرة بصورة كبيرة، فيمكن تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم مثل: Augmentin 625mg، حبة كل 8 ساعات لمدة من خمسة أيام إلى أسبوع، أو نوع آخر يصفه لك طبيبك المعالج.
للوقاية من تكرار هذه المشكلة يجب تطهير أماكن تكاثر البكتيريا المذكورة يوميا عن طريق الاستحمام اليومي، واستخدام الصابون أو المنظفات المطهرة المضادة للبكتريا، للمساعدة في التخلص من هذه البكتيريا من على سطح الجلد، والوقاية من تكرار ظهور هذه الحبوب مرة أخرى، ويجب زيارة طبيب جلدية متخصص للتأكد من التشخيص وعمل ما يلزم.
أما بالنسبة للمشكلة الأخرى فأتصور أنها ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, أو انتفاخات, أو احمرار, وحكة, أو وخز, كما في حالتك وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:-
النوع الحاد: والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة، مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي وغيرها، أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.
النوع المزمن: يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سببا واضحا لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خللا مناعيا يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية, مثل الذئبة الحمراء, أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية, مثل أمراض الغدة الدرقية.
وتوجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم.
وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg) ويكون ذلك كافيا في أحوال كثيرة، و ليس النوع المذكور، و في الغالب علاجك المذكور ليس السبب في تلك المشكلة لأنك تتناوله من فترة طويلة و لم يسبب لك مشكلات، و لا مانع من عمل فحوصات شاملة كما سأذكر في الفقرة التالية.
وأنصح أن يكون العلاج تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص, وأيضا للتأكد من التشخيص, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة, وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.