لا أستطيع السيطرة على ارتفاع السكر مع ضغوطات الاختبارات، ماذا أفعل؟

0 231

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة أبلغ من العمر 26 عاما، أعاني من مرض السكر منذ أكثر من 20 سنة، أحاول ضبطه، ولكن مع ضغط الاختبارات، والتوتر والقلق أشعر بصعوبة ضبطه.

أحسست بالفترة الأخيرة بتراجع في القدرات ونسيان وصداع، لا أعرف سبب ذلك، هل هو انخفاض حاد في نسبة السكر، أم بسبب التوتر؟

أذكر عندما كنت في عمر 12 سنة، أصابتني النوبة ذاتها، ووصف لي الدكتور دواء الأنسفابول، وتحسنت بشكل سريع وكبير، تحدثت مع طبيب الأمراض الباطنية فأخبرني أن مشكلتي نفسية، ثم تكلمت مع دكتور الأمراض النفسية فوصف لي علاج بروزاك، لكنني لا أشعر بتحسن حتى الآن، وما زلت في الأسبوع الثاني، وأريد فهم حالتي جيدا.

عندما كنت طفلة تحسنت على دواء الأنسفابول، فما هي مشكلتي في ذلك الوقت؟ ولماذا يصر الدكتور على أن مشكلتي نفسية، ولا تقتضي العلاج بالأنسفابول؟ علما بأنني أعاني من صعوبة كبيرة بالفهم والتركيز، وتشوش بالأفكار، وصعوبة وقلق وكوابيس في النوم.

حالة القلق هذه أتعرض لها دوما، عندما أجهد نفسي بالتفكير، فأشعر بالعجز تماما والهروب، حتى أنني كنت أعمل كمدرسة، وعندما كان يتطلب مني الأمر مجهودا ذهنيا أشعر بالعجز الكامل، وكان مخي يتوقف عن العمل فأبكي كثيرا، وأشعر بالإحباط، فتركت التدريس، فما تشخيصكم لحالتي؟ وما هي الحالة التي كنت عليها في عمر 12 سنة؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ vermenadat حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

عادة ليس من المؤكد أن السكر في الدم يرتفع بالعوامل النفسية، السكر في الدم لا يرتفع بالعوامل النفسية، ولكن هناك عدة تفاسير لعدم انتظام مرض السكر، عندما يمر الشخص بحالة نفسية أو توترات نفسية، دون أن يشعر قد يزيد الشخص من تناول النشويات، فبعض الناس عندما يكونون متوترين، أو قلقين يزداد تناولهم للطعام، ولا يسيطرون عليه، وهذا قد يفسر زيادة السكر.

أيضا بعض الناس عندما يكونون مكتئبين، أو قلقين لا يهتمون بأخذ أدوية السكر في مواعيدها، وهذا أيضا يؤدي إلى زيادة السكر في الدم، ولكن ليست هناك عوامل نفسية محددة تزيد أو ترفع السكر في الدم، مثل ما يحصل في ارتفاع ضغط الدم.

أنا أتفق تماما مع الطبيب الذي ذكر أن ما تعانين منه الآن أعراض نفسية، فهذه الأعراض أعراض نفسية محضة -يا أختي الكريمة- وعلاجها نفسي، وحسنا فعل بأن أعطاك دواء البروزاك/فلوكستين، ويحتاج طبعا لمدة، وأنت ما زلت في الأسبوع الثاني، وعادة يبدأ مفعول الدواء بعد الأسبوع الثاني، ولكن تحتاجين إلى ستة أسابيع على الأقل لزوال الأعراض التي تشكين منها، فعليك بالانتظار على الأقل -لشهر آخر- حتى نحكم للدواء أو عليه.

طبعا الحالة النفسية (التوتر والضيق) يؤديان بدرجة كبيرة إلى عدم التركيز، وعدم التركيز يؤدي إلى صعوبات كثيرة في التفهم، وأيضا النوم، ومن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم التركيز بالنهار، هو عدم أخذ قسط كاف من النوم ليلا، فالأرق من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم التركيز، وعدم التركيز طبعا ليس مرضا، ولكنه عرض لأمراض كثيرة من ضمنها الاكتئاب والتوتر والقلق، وقد يكون الانشغال بالمشاكل الحياتية، فبعض الناس لديهم شخصيات لا تتحمل الضغوطات الحياتية.

كونك تحسنت على (انسفابول) وأنت في عمر 12 سنة، لا يعني أن المرض مرض عضوي، (انسفابول) يقال أنه يحسن الدورة الدموية في المخ، وكثير من الأطباء لهم تحفظات كثيرة على هذا الدواء واستعماله، ويعتقد أن له عاملا نفسيا في تحسين الصحة.

أنا أتفق مع الطبيب في أن الاكتئاب والتوتر يجب علاجه بالأدوية المعروفة، مثل (بروزاك) وغيره، وأنا شخصيا لا أكتب الانسفابول على الإطلاق، لأن حتى أطباء المخ والأعصاب يقولون إذا حصل نقص في الدم في المخ فيجب التعامل مع هذا النقص، وأحيانا طبعا يكون نتيجة نزيف أو نتيجة التهابات -أو هلم جرا- فيجب التعامل مع سبب نقص الدم في المخ.

إذا الانسفابول دواء لا يعالج الاضطرابات النفسية، ولا يعالج مشاكل التركيز، ولا يعالج مشاكل التفهم.

وفقك الله، وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات