السؤال
السلام عليكم
معاناتي بدأت بعد تعرضي لحادث مروري، وأجري على إثره عملية جراحية في الرأس، لتهشم عظم مقدمة الرأس، وعلى إثرها أصبحت أعاني من الصرع، ولم يقف الأمر على الصرع بل تطورت الأعراض سنة بعد سنة.
أصبحت أعاني من اكتئاب بسبب الحادث، وأصبحت أفضل العزلة، وسريع الانفعال، وغير مدرك لبعض الأفعال عند الغضب!
بعدها تطور الأمر وأصبحت أسمع صوت الحادث في المنام، وأقوم مفجوعا ثم تطور الأمر عند قيادة السيارة أسمع أصوتا تنبهني بوقوع حادث، وهي كلمة تهمس في أذني بشكل مخيف، احذر تصدم، وقس عليها..؛ شعور الخوف من عودة الصوت مرة أخرى مفاجئة.
ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت أتخيل وجود أشكال غير واضحة الملامح كالوشاح، وأصبحت أتخيل حيوانا أسود يهجم علي وألتفت بسرعة، ويختفي عند قربه مني، في لحظة سريعة بقدر ثانية، والخوف من تكرره أصبح هاجسا.
أصبحت أعاني من شعور باكتئاب شديد إن كان هذا هو الوصف الصحيح، ما أشعر به عدم الراحة في الجلوس، في المشي، في النوم، ولا يوجد وضع يهدئ ما أشعر به، فهو شعور غريب لا يوصف، أشعر بأني أطفو خلال المشي من شدة هذا الشعور، وأحرقت نفسي كي أجد ألما يبعد هذا الشعور، فرحمتك بي يا الله.
إن هذا الشعور لا يفارقني، وأصبحت أفكر أن أضر نفسي أكثر، وكم سيدوم هذا الشعور؟ وكيف سيختفي؟ لقد حرمني من النوم، وإن نمت فكوابيس، ولا أتجاوز الساعتين في أفضل الحالات، فهل يوجد حل لمشكلتي أم أن هذا سيلازمني طيلة حياتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
هون عليك، إن شاء الله، لكل داء دواء، نعم إصابات الرأس - خاصة الإصابات الكبيرة - يتبعها عادة ازدياد في حدوث نسبة الصرع، واضطرابات الصرع تكثر بعد إصابات الرأس، وبعض الأطباء - جراحة المخ والأعصاب - بعد كل إصابة في الرأس كبيرة يبدؤون في علاج الصرع كعلاج وقائي، هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: أيضا تكثر الاضطرابات النفسية بعد إصابات الرأس العميقة، وعلى رأسها الاكتئاب النفسي، وأحيانا تكون هناك اضطرابات ذهانية، ولكن الأهم في الموضوع أنه تحدث تغيرات في الشخصية بعد إصابة الرأس، يكون الإنسان أكثر انفعالية وسريع الغضب، وتتبدل شخصيته، إذا كانت الشخصية شخصية هادئة تصبح شخصية منفعلة وكثيرة الغضب، ويقل التركيز والانتباه.
أخي الكريم، هذه الأشياء تتحسن بمرور الوقت، كلما مر الوقت من الإصابة في الرأس تتحسن هذه الأشياء، ولا تظل طيلة العمر، وقد يستغرق تحسنها سنوات، لكنها تتحسن في النهاية، وتستجيب للعلاجات.
أخي الكريم، العلاجات النفسية، إذا كان هناك اكتئاب يعطى المريض مضادات للاكتئاب، إذا كان هناك تغيرات مزاجية مثلا - أو تغيير أو تقلب في المزاج - يعطى الشخص مثبتات المزاج، وإذا كان هناك أعراض ذهانية يعطى الشخص مضادات الذهان بجرعات صغيرة.
طالما أنت تعاني من الاكتئاب واضطرابات النوم فإني أرى أن تتناول مضادا للاكتئاب، وأفضل مضادات الاكتئاب التي تساعد مجموعة الأدوية التي تسمى (SSRIS)، مثل الـ (لسترال) خمسين مليجراما، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة عشرين مليجراما - لمدة أسبوع، ثم حبة ليلا، وإن شاء الله يكون هناك تحسن في خلال ستة أسابيع، وإذا تحسنت فعليك بالاستمرار في تناول الدواء لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكن أن يخفض بالتدريج، وذلك بسحب ربع الحبة كل أسبوع.
وفقك الله وسدد خطاك.