السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما.
أنا شاب أدرس اللغة الإنجليزية في الخارج، وحدث معي موقف قبل أربعة أيام، حيث أغراني أحد زملاء الدراسة بسيجارة حشيش، نوع جوكر كما أعتقد، وبسبب جهلي بمفعولها قمت بتدخينها، وبعد التدخين بخمسة دقائق انتابني شعور مريع وفضيع، شعور من القلق والحزن والندم، مشاعر وأحاسيس لا أريد أن أتذكرها.
في اليوم التالي ذهب هذا الشعور، وما زال الندم يلازمني، وهناك شعور بالقلق ووسوسة من شيء لا أعلم ما هو، شعور بالحزن مشابة لحزن الإنسان من موقف قاسي ومحزن جدا، كتلك المشاعر التي أحسستها منذ سنتين.
في اليوم الثالث خف هذا الشعور كثيرا، ولكنه يذهب ويأتي بين الفينة والأخرى، تواصلت مع أخي الكبير، والذي يعمل طبيبا للعظام، وشرحت ما حدث معي، وقال بأن ما حدث كان بمثابة الصدمة النفسية، وأنني أحتاج للقو، وقد مررت بمواقف قاسية جدا في الماضي، واستطعت التغلب عليها، وليس عندي شك بأنك تسطيع التغلب على هذه الصدمة.
في اليوم الرابع خفت الأعراض كثيرا، ولكنها لم تختف بشكل نهائي، فما زلت أشعر بالهم والحزن في صدري من شيء لا أعلمه.
سؤالي لك -أخي الفاضل-: ما هو تفسير ما حدث معي؟ وهل أصبت بشيء ملازم مدى الحياة؟ وهل تغير شيء بكيمياء جسمي؟ وهل أستطيع اجتياز الفحص الطبي، فأنا مقبل على دراسة الطيران؟ وهل يمكن الشفاء والعودة للحياة الطبيعية بشكل كامل بعد تدخين حشيش الجوكر لمرة واحدة؟ وما هي نصيحتك الغذائية أو أي نصائح مفيدة لي؟
زادت مخاوفي بعد اطلاعي على بعض الحالات التي ما زالت تعاني من بعض الأعراض، حتى بعد مرور أشهر على تدخين هذا السم اللعين، فما نصيحتكم؟
ما حدث معي أصابني بصدمة نفسية وعاطفية، أحسست أن الإنسان ضعيف، فما كنت أتخيل أن سحبة واحدة من سيجارة حشيش، أو ماريجوانا، أو الحشيش الصناعي ستكون قادرة على إنهاء حياة شاب بعمر الزهور، أصبحت أكثر لطفا وصرت أشفق على مدمني المخدرات، ولكن -أحمد الله- على ما حدث فقد زادت خبرتي في الحياة، وسأعود كما كنت وأفضل، زاد إيماني بالله، وتوكلي عليه يكفيني -إن شاء الله-.
وذهبت للقاء المرشد الطلابي بالجامعة، وذكرت له الموقف، وقلت أنني أحب أن أقدم نصيحة بأنه يجب توعيه الطلاب الجدد من خطر هذه المواد اللعينة، فأنا لم ينبهني أحد، وتحمس المرشد وقام من وراء مكتبه، وجلس بجانبي وشكرني.
أرجو إفادتي بأي شيء مفيد، وجزاكم الله عني وعن المسلمين خير الجزاء، وبارك بكم وحفظكم والقراء من كل ضرر وسوء.