السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عمري 23 سنة، متزوجة، كنت أعاني من الاكتئاب والوسواس القهري منذ عمر 15 سنة، لم أذهب للطبيب، ومع السنوات خفت الأعراض كثيرا، والآن أعاني من التردد في قراراتي كثيرا، حتى لو كان الأمر بسيطا، بالسابق فيما يخص أموري البسيطة كنت أقرر وأحسم الأمر، وأقول في نفسي لو كان قراري غير صحيح فلا ضرر، ولكن في القرارات المصيرية أتردد كثيرا، لأنني أخاف أن أندم، وبالنهاية اكتشف بأنني اتخذت القرار الخاطئ، وأتحسر وأشعر بالندم، وتتوقف حياتي على هذا الشيء، وآخر قرار ندمت عليه هو اسم ابني، عمره اليوم أربعة أشهر وإلى اليوم وأنا نادمة، حينما أخطط للقرار لا أندم، ولكن حينما يكون الأمر مفاجئا أندم كثيرا، فأنا أتعب وأتردد كثيرا بهذا الوضع، ولاحظ أهلي ذلك، وأخبروني بأنني موسوسة، فبماذا تنصحوني؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
التردد في القرارات قد يكون سمة من سمات الشخصية، وقد يكون عرضا لمرض، وهنا يكون عرضا للاكتئاب النفسي أو الوسواس، و-الحمد لله- واضح أنك لا تعانين من أعراض اكتئاب شديدة الآن، ذكرت أنها كانت في سن مبكرة، والآن لا تعانين من أعراض اكتئاب شديد، وقد يكون الآن أصبح جزء من شخصيتك التردد في القرارات، وهذا ما دفع أهلك لأن يصفونك بالموسوسة وبالمترددة.
على أي حال: نصيحتي لك -يا أختي الكريمة- أن تضعي منهاجا معينا لاتخاذ القرارات، حتى لا يكون هناك ندم في اتخاذ القرارات، واتخاذ القرار يجب أن يكون مبنيا على المشكلة نفسها، فإذا كان الشيء الذي تحاولين اتخاذ قرار فيه حكم شرعي فيجب عليك الالتزام بالحكم الشرعي، ولا يكون هناك ندم بعد ذلك، بل بالعكس يحس الشخص بالراحة بعدها.
وإذا كان الشيء الذي يجب فيه اتخاذ قرار فيه حكم علمي فيجب عليك بأخذ الطرق العلمية أيضا في اتخاذ القرار المعين، أما إذا لم يكن فيه حكم شرعي أو حكم علمي فاتخذي القرار حسب ما تحسين وترتاحين إليه، وهذا مهم جدا، ولا يهمك ما يقوله الآخرون طالما أنت في جانب الشرع أو جانب العلم أو جانب ما ترتاحين إليه، فيجب عليك ألا تنظري إلى شيء آخر، وهكذا تدريجيا -إن شاء الله- يذهب التردد وتحصل الراحة النفسية.
وفقك الله وسدد خطاك.