السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر ١٨ سنة، ومحافظ على صلاة الجماعة -والحمد لله- أنا في آخر سنة في الثانوية، وأريد أن أسألكم سؤالين: الأول: كيف أحسن دراستي؟ لأني في قسم شرعي، وكانت نتائجي في النصف الأول سيئة جدا، أي 68%، وعزمت في النصف الآخر عند بدايتي أن أحسن مستواي، لكن في الأسبوع الماضي دخلت اختبار لصرف ٢٥ أخذت ١٤ فقط، وذلك أحبطني كثيرا، وأخاف من الاختبارات القادمة بعد شهر ونصف.
١٦مادة ولا أعرف ماذا أفعل؟ ولدي مدرس خاص، مع ذلك نتيجتي ليست جيدة، أنا متوتر للغاية، لا أعرف ماذا يحدث لي؟ وزملائي كلهم يتفوقون علي، وليس لديهم مدرس خاص، أما المدرس فلا يعجبني؛ لأنه معظم أوقاتي يستعمل هاتفه أو يراجع دروسه، لا أجد منه دعما! وطلبت من أبي أن يستبدله، لكنه يخجل أن يضره، يقول هو مسكين.
والثاني: أني لا أجد نية في هذا القسم؛ لأن أبي قد أدخلني فيه، ولا أقرأ دروسي جيدا، ولا أعرف ماذا أدرس في الجامع؛ لأن أبي يقول ستصير شيخا، وأنا لا أريد ذلك؛ لأني لا أشعر أني خلقت لهذا.
أرجوكم أخبروني، ماذا أفعل؟ وكيف أجد الذي خلقت له؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الكريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالشعور بالإحباط والقنوط طريق للفشل! لذا وطن نفسك على عدم القنوط واليأس، وإياك أن يتسلل الإحباط إلى نفسك، بل شجع نفسك على مقاومة هذا الشعور، وثق بالله تعالى أنك ستتجاوز كل مشكلة إذا أخذت بأسباب حلها.
وما أوضحته في آخر رسالتك لعله أهم سبب في تدني مستواك، وهو أنك تدرس في قسم بدون رغبة فيه ولا دافع ذاتي إليه، بل مرغم عليه من قبل والدك، فكيف إذا كان هذا العلم علما شرعيا، فإن الإخلاص لله تعالى في طلبه أصل في الاستفادة، وسبب للتحصيل والتميز فيه، وهذا شبه مفقود لديك، لذا ننصحك بإقناع نفسك أولا بأهمية الدراسة في هذا القسم، وأن تأخذ رأي والدك بعين الاعتبار، فهو أكثر خبرة منك، وأعلم بما يصلحك، وكونه يدلك على هذا القسم دليل على حبه لك، وأنه يريد لك الفلاح في الدنيا والآخرة، فإن التفقه في الدين دليل على الخيرية في العبد، قال -صلى الله عليه وسلم- :( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )، بل هو طريق للجنة، كما قال -صلى الله عليه وسلم- : ( ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة).
واعلم أن المستقبل بيد الله سبحانه، والرزق بيده -جل وعلا- فلا تعلق نفسك بالمخلوقين أو بتخصص معين وتظن أن مستقبلك المشرق به، فهذا من التعلق بغير الله تعالى، فإذا اقتنعت بهذا التخصص لأهميته فجدد نيتك، وأخلص فيها حتى ينفعك الله بذلك العلم ويرزقك فهمه، وكذلك عليك بالبعد عن المعاصي والمحرمات، فإنها من أسباب عدم الفهم والاستيعاب للعلم الشرعي.
قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ونور الله لا يعطاه عاصي!
فوكيع هو ابن الجراح وهو شيخ الشافعي رحمهم الله تعالى جميعا.
وننصحك أيضا أن تنتبه للدرس أثناء الشرح، وتحضيره قبل دخول المدرس، ومراجعته بعد الدراسة في البيت، والاعتناء بالواجبات وحلها في المنزل، والدخول في منافسات مع زملائك لتشجيع النفس على الاجتهاد، والشعور بالتحدي حتى تنطلق نحو الهدف، فإذا حاولت استخدام هذه الوسائل فستجد -إن شاء الله- تحسنا في مستواك، وقناعة في تخصصك، ورضى في نفسك.
وفقك الله لما يحب ويرضى.