السؤال
السلام عليكم.
عمري 14 سنة، ونفسيتي متضررة جدا، أحاول بكل مقدوري أن أطيع الله وأن أجعله راضيا عني، لكني أشعر وكأنه ليس كذلك، محافظة على صلاتي في وقتها، وعلى أذكار ما قبل طلوع الشمس وغروبها، وتوقفت عن سماع الأغاني منذ أكثر من عام، ثم تحجبت، ولكن حجابي ليس مستورا، وليس لأنني أحب البناطيل، ولكن ببساطة ليس بمقدوري شراء ملابس للحجاب، لهذا قررت أن أرتدي جلبابا العام المقبل، لكن أمي لم تسمح لي بحجة أنني ما زلت صغيرة، ولا أنوي الانصياع لكلامها، ثم أخذت أتلو القرآن كل يوم، وقد ختمته إلى الآن ست مرات في مدة عام أو أقل، ثم أخذت أقوم الليل أحيانا، وإذا مررت بمتسول أتصدق عليه، ودائما أدعو الله أن يرزقني بفرص لأتصدق، كما أحاول قدر الإمكان أن أبتعد عن النميمة وجرح المشاعر وقلة الأخلاق، لكن مع هذا أنا لا أخشع في صلاتي، صحيح أنني أعقل بعضا منها، وأفكر في الله وأخاطبه بقلبي، ولكني لا أشعر بشيء.
كما أني إذا ما عملت عملا صالحا أفعله لوجه الله، لكن بعد مدة أتمنى أن يعرف أحدهم بما فعلت حتى يعرف أنني أحاول أن أصلح في الأرض، وهذه مشكلة عظيمة أحاول مواجهتها، ودائما ما أستغفر وأحاول توجيه عملي لسبيل رضى الله، لكن أخاف أن تصل إلى حد الرياء، أخاف أن يضيع عملي، وأيضا دعوت الله عدة مرات، واستجاب لي، وكان سندي في كل مشكلة أمر بها، وإذا ما احتجت إلى شيء وفره لي، لكني لا أشعر أنه يفعل ذلك لأنه راض عني، كما أنهم يقولون أنه إذا أحب الله عبدا أصبح محبوبا في الدنيا، لكني لست كذلك، بالعكس القليل جدا من الناس من يحبني و لي قيمة عنده، فكيف لي أن أجعل الله راضيا عني ويحبني؟ وكيف أتخلص من الرياء وما شابه؟ وكيف أخشع؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله العظيم أن يصلح حالك ويرزقك الإخلاص في القول والعمل، ويوفقك لما يحب ويرضى.
مع أن سنك صغير، إلا أن عقلك كبير، وتفكيرك رائع، ويدل على حرصك على الخير، وتطلعك إلى منازل الأتقياء.
وبخصوص ما تعانين منه شعور بالتقصير والضعف في الخشوع: فيمكن تدارك ذلك من خلال تدريب النفس على الإخلاص والاحتساب للأجر، والثواب من الله سبحانه وتعالى.
وننصحك بالاستعداد المبكر للصلاة بالوضوء الكامل، واستحضار عظمة الوقوف بين يدي الله سبحانه، وتدبر ما تقرئين من القرآن، والابتعاد عن كل ما يشغلك عن الصلاة، سواء كان ذلك من الخواطر النفسية أو من أشياء مادية في المكان الذي تصلين فيه.
وبخصوص لبس الحجاب: حاولي أن تقنعي أمك بأهميته، وأهمية التدرب عليه من الآن حتى ولو ظنت أنك ما زلت صغيرة، بل أقنعيها أن الحجاب عبادة يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى، وأن فيه سترا للمرأة، وصيانة لها، وحفاظا على عفتها، ورفعة لدرجاتها عند الله، وأن والدتك ستؤجر على تشجيعها لك في ذلك.
وننصحك أيضا بالاستمرار في الطاعات والعبادات، مع محاولة تنقيتها مما يخل بها من الرياء والسمعة، بل احرصي على الإخلاص فيها، وتجنبي الحديث عنها أمام الناس حتى لا تخدشي إخلاصك.
وابتعدي عن خواطر النفس السلبية التي يلقيها الشيطان في نفسك ليشعرك أنك غير محبوبة إلى الناس، أو أن عبادتك باطلة، أو يشجعك على إظهار أعمالك الصالحة الخفية للناس حتى يحرمك أجر الإخلاص فيها، أو نحو ذلك من أساليب الشيطان في الوسوسة، بل عليك الاستعاذة بالله منه كلما خطر لك بشيء من ذلك.
وثقي أن الله سيرزقك السعادة والطمأنينة، وحب الناس لك كلما أخلصت لله سبحانه في العمل واستمررت في الاستقامة عليه، قال سبحانه :﴿إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾.[مريم: ٩٦]. والود خالص الحب.
فأبشري ولا تستعجلي، وأحسني الظن بالله وتوكلي عليه، وحافظي على الفرائض وأكثري من النوافل فذلك سبب لجلب حب الله لعبده.
أسأل الله أن يصلح حالك ويحقق فيما يرضيه أمانيك.