أشعر بضعف الشخصية وقلة الفعالية.. ما علاج ذلك؟

0 408

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا مشكلتي كبيرة ومعقدة، فأنا منذ صغري وأنا بلا طموح ولا أهداف، ولا يخطر في بالي أن أكون مثلا طيارا أو مهندسا أو غيرها من هذه الصفات، ولكن بعد أن كبرت وفتحت عيناي أصبحت أنظر لمن حولي، وأجد الكل يتغير إلى الأفضل، وأنا ( مكانك سر )، بدون أي طموح! مع العلم أني أملك -وهذه من بعد الله وتوفيقه- عقلية متفتحة ورزينة، ولكن في نفس الوقت أجد في نفسي عدم الثقة والإحباط باستمرار، والأسباب في ذلك غير معروفة من قبلي.

وكي أوضح أكثر: أبي رجل ثري، وهو يعمل في التجارة، وحاول كثيرا أن أكون بجانبه وأساعده بالتجارة، ولكن أنا لا أجد الرغبة بأن أكون يوما من الأيام تاجرا معه، ولا أعلم ما السبب!؟ هل أنا مسحور، أو أنا عاجز؟! أو هل أنا مريض نفسيا؟!

أنا من طبعي -وأقسم بالله على ذلك- أني رجل طيب وحنون، وأتمنى للجميع الخير، ولكن لا أعلم ما بي؟! لماذا أنا جامد؟ ولماذا أنا بدون أهداف؟ ولماذا أنا حائر؟ هل يوجد علاج لمشكلتي؟ هل سأصبح يوما من الأيام رجلا مثاليا يعتمد عليه غيره؟ هل سيأتي اليوم الذي كل ما أريد يكون لدي؟ هل سيأتي اليوم الذي أكون فيه رجلا بمعنى الكلمة؟ مع أني -يا دكتور- رجل متزوج، ولدي أطفال، وعمري الآن 35 سنة، مع ذلك أنا بلا طموح ولا أهداف ولا أشعر بالفعالية مع العمل والمجتمع بأكمله! الله المستعان.

أرجوكم ساعدوني، لا أطلب الكثير، ولكن أطلب من سعادتكم أن تجدوا لأخيكم الحل المناسب، والله يرعاكم ويحفظكم من كل سوء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأخي الفاضل! أعلم أن الإنسان الإيجابي هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في حياته، ويعترف بمسؤولياته الكاملة عن أفعاله وتصرفاته، فيكون تفكيره إيجابيا بعيدا عن الارتباك والخوف والقلق، والشخص الإيجابي يتميز بصفات، نذكر منها:

1- أن لا ينهزم للواقع، بل يبحث عن البدائل دائما.

2- يتحكم في ردوده وأفعاله.

3- يبذل قصارى جهده كي يفوز بثقة الآخرين.

4- يجرب أساليب كثيرة تقربه إلى الناس ولا ييئس.

وإن من أهم شروط الشخصية المتكاملة هي الاستقامة والنزاهة، وهذا يعني أن نهتم بالقيم والمبادئ قبل أي شيء آخر، وأن نحترم أنفسنا ونحترم الآخرين، والقدرة على إيجاد التوازن بين الشجاعة واحترام الآخرين، فحاول أن تجعل شخصيتك قوية، وتثق بنفسك دون المبالغة في ثقتها، بل أعطها تقديرها، ولا تنقص من شأنها، ولكي تعرف كيف تقدر ذاتك فهناك صفات يتمتع بها الشخص الذي يقدر ذاته، ولا ينقص من قدرها شيئا، ومن بينها:

1- أن تكون شخصا مسيطرا على انفعالاتك.

2- أن تكون متوازنا في حياتك لا إفراط ولا تفريط.

3- تعشق العمل وتستمتع به، وتتسم بالحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير.

4- صريح وواضح، ولا تميل إلى استخدام الإشارات عند الحديث مع الآخرين.

5- عندما تواجه المصاعب تتجاوز ذلك بسرعة فتكون إيجابيا ومتفائلا.

6- تعتمد على ذاتك، وتتمتع بالقدرة على التصرف باستقلالية دون الرجوع إلى الآخرين.

7- اجتماعي ومتعاون، وتشعر بالسعادة إذا اشتركت في عمل جماعي.

وتستطيع أن تنجح في حياتك وتصل إلى النجاح وقمة المجد إذا أنت قدرت مهاراتك وذاتك، ولا تحاول أن تبالغ في شخصيتك أكثر مما تستحق، ولكن يجب أن تبادر بالعمل وتدخل الميدان وتجرب، فقد تسقط أحيانا ولكن لا تتأثر بهذا السقوط؛ فالإنسان الناجح الطموح لا يتأثر بالعواصف، يواصل مسيره إلى أن يصل إلى الهدف المنشود.

واعلم أخي! أن النجاح والمجد لا يؤخذ بالتمني، وإنما بالعمل والحركة والجد والمثابرة:

وما نيل المطالب بالتمني **** ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

واطمئن، فأنت بخير ولله الحمد، وهذا مجرد ضعف في شخصيتك، فحاول أن تقويها بما ذكرت لك، وتقدر ذاتك وتحاول أن تعيد الثقة بنفسك، ولكن أحذرك من لصوص الطاقة الذين يسرقون منك النجاح والعزيمة والجد، حاول أن تحذر منهم، وهم: التعب، والقلق، وتشتت الذهن، وكثرة الأكل، أي: التخمة، فكلها لصوص تعمل على سلب الطاقة الفكرية والجسدية من الإنسان.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات