أعاني من كثرة التردد في اتخاذ القرارات

0 574

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
كم أنا معجبة بهذه الشبكة الرائعة، بل الأكثر من رائعة، والله إنكم تستحقون كل الخير بإذن تعالى، ووفقكم الله.

أما عن مشكلتي، فأنا لا أدري ـ حقيقة ـ أهي مشكلة نفسية أم ضعف في الشخصية أم ماذا؟ أرجو منكم السماح إذا أطلت عليكم.

أنا بعمر 25 سنة، ومتعبة جدا مما أنا فيه: فأنا إنسانة مترددة إلى أقصى حد في كل أمور الحياة، لا أستطيع أن أتخذ القرار المناسب، مع أني من النوع الذي يفكر في كل شيء يحدث لي، أو أنا أقوم به، والجميع يقر بأني ذات شخصية متفهمة، ورزينة والحمد لله، ومع ذلك لا أحس أني أستطيع أن أستفيد من هذه الصفات التي لي في أمور حياتي!

كل شيء أريد أعمله ـ كالوظيفة مثلا ـ لا أدري ماذا أقرر! وإن قررت على اختيار وظيفة ما أندم، وهذه مشكلتي الأخرى، حتى إن قررت أو اتخذت خطوة ما، أندم وأشد الندم، مع كوني مقتنعة بما فعلته.

أسرتي دائما يقولون: إني بألف رأي، ولا أدري! وينعتونني بالمعقدة نفسيا، فعلا بدأت أحس بذلك كثيرا؛ مما يزيد ألمي وحزني على ما أنا فيه، فعلابدأت أحس بذلك كثيرا، وإذا كنت مقتنعة بشيء ما، مثلا: شيء أريد أن ألبسه، فإذا أحد قال لي أنه غير مناسب، فلا ألبسه أبدا مرة أخرى، فعلا لا أستطيع أن أتخذ قرارا بنفسي، يجب أن أخبر أحدا ليساعدني على القرار.

ما زاد مشكلتي أنه تقدم لي خاطب، وكنت لا أريده، وعندما انتهى الموضوع ولم يحدث نصيب ندمت أشد الندم عليه، وأصبحت أفكر كيف أضعته! مع أني كنت مقتنعة كثيرا به، ومشكلة أخرى: تقدم شخصان في نفس الوقت، والله لم أستطع اتخاذ القرار، وأصبحت آذاني صاغية للآراء التي حولي، تارة أوافق على الأول، وأحيانا أكون موافقة عليه، وأعود وأقول لا، غير مناسب في أمور معينة، وتارة على الآخر، وهكذا إلى أن أضعت الاثنين لطول انتظارهم في الرد.

والله إني إنسانة لا أردي ما بي! وهذه مشكلتي أيضا إذا أردت شيئا أتمنى حدوثه، فعندما يقترب حدوث الشيء تصبح عندي رغبة أن لا يحدث هذا الشيء! نعم ـ والله ـ إني إنسانة لا تدري ماذا تريد، ماذا أتمنى، كلما أتمنى شيئا، فلا أرغب به، كنت أتمنى أن يتقدم لي ابن عمي، وفعلا تقدم لخطبتي، والآن أحس بأني لا أريده، ولم تتحرك مشاعري تجاهه.

صرت أصدق ما يقول لي أهلي من أني معقدة، ولا رأي لي!! ساعدوني لأفهم نفسي، وليكون لي القدرة على اتخاذ القرار الصائب في حياتي دون الندم على كل شيء أفعله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

جزاك الله خيرا على ثقتك في الشبكة الإسلامية، وما تقدمه.

أولا: أود أن أؤكد لك أنك لست إن شاء الله بضعيفة الإيمان، ولا تعانين من ضعف الشخصية، إنما التردد هو سمة من السمات التي نشاهدها كثيرا، خاصة فيما يعرف بالشخصية الوسواسية، ويعالج هذا بتطوير المهارات الاجتماعية، والتي من أهمها أن تعلمي نفسك التمهل في دراسة الأمور، فعلى سبيل المثال تقررين مع نفسك أنك ستعطيها مدة ثلاثة أيام على الأقل لدراسة أمر ما، وحتى لو كنت وصلت إلى القرار في اليوم الأول، فأرجو الإصرار على ذاتك أنك لابد أن تجري المزيد من الدراسة.

مثل هذه التمارين النفسية البسيطة وجد أنها تساعد كثيرا، كما أن هنالك أمرا آخر أثبت جدواه وفعاليته فيما لا يدع مجالا للشك، وهو الاستخارة في الأمور، وهذا أمر كثيرا ما نجهله، وقد ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعلمهم الاستخارة في كل الأمور، وقد أجرينا دراسة منذ مدة اتضح فيها أن الإنسان الذي يستخير ويستشير يوفق فيما يتخذ من قرار مهما كان مترددا ومتشككا، فأرجو أن تجعلي من ذلك منهجا لنفسك .

هنالك أبحاث تفيد أيضا أن تناول الأدوية المضادة للوساوس يساعد كثيرا في التقليل أو اختفاء مثل هذه الأعراض، وعليه ننصح لك بتناول عقار يعرف باسم فافرين، وجرعة البداية هي 50 مليجرام ليلا، بعد الأكل لمدة أسبوعين، ترفع بعدها الجرعة إلى 50 مليجرام أخرى، وتستمري على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى 200 مليجرام يوميا، لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم يمكن أن تخفضي الجرعة بمعدل 50 مليجرام كل أسبوعين، وتكون مدة العلاج قد اكتملت مع الشفاء الكامل بإذن الله .

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات