السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
كم أنا معجبة بهذه الشبكة الرائعة، بل الأكثر من رائعة، والله إنكم تستحقون كل الخير بإذن تعالى، ووفقكم الله.
أما عن مشكلتي، فأنا لا أدري ـ حقيقة ـ أهي مشكلة نفسية أم ضعف في الشخصية أم ماذا؟ أرجو منكم السماح إذا أطلت عليكم.
أنا بعمر 25 سنة، ومتعبة جدا مما أنا فيه: فأنا إنسانة مترددة إلى أقصى حد في كل أمور الحياة، لا أستطيع أن أتخذ القرار المناسب، مع أني من النوع الذي يفكر في كل شيء يحدث لي، أو أنا أقوم به، والجميع يقر بأني ذات شخصية متفهمة، ورزينة والحمد لله، ومع ذلك لا أحس أني أستطيع أن أستفيد من هذه الصفات التي لي في أمور حياتي!
كل شيء أريد أعمله ـ كالوظيفة مثلا ـ لا أدري ماذا أقرر! وإن قررت على اختيار وظيفة ما أندم، وهذه مشكلتي الأخرى، حتى إن قررت أو اتخذت خطوة ما، أندم وأشد الندم، مع كوني مقتنعة بما فعلته.
أسرتي دائما يقولون: إني بألف رأي، ولا أدري! وينعتونني بالمعقدة نفسيا، فعلا بدأت أحس بذلك كثيرا؛ مما يزيد ألمي وحزني على ما أنا فيه، فعلابدأت أحس بذلك كثيرا، وإذا كنت مقتنعة بشيء ما، مثلا: شيء أريد أن ألبسه، فإذا أحد قال لي أنه غير مناسب، فلا ألبسه أبدا مرة أخرى، فعلا لا أستطيع أن أتخذ قرارا بنفسي، يجب أن أخبر أحدا ليساعدني على القرار.
ما زاد مشكلتي أنه تقدم لي خاطب، وكنت لا أريده، وعندما انتهى الموضوع ولم يحدث نصيب ندمت أشد الندم عليه، وأصبحت أفكر كيف أضعته! مع أني كنت مقتنعة كثيرا به، ومشكلة أخرى: تقدم شخصان في نفس الوقت، والله لم أستطع اتخاذ القرار، وأصبحت آذاني صاغية للآراء التي حولي، تارة أوافق على الأول، وأحيانا أكون موافقة عليه، وأعود وأقول لا، غير مناسب في أمور معينة، وتارة على الآخر، وهكذا إلى أن أضعت الاثنين لطول انتظارهم في الرد.
والله إني إنسانة لا أردي ما بي! وهذه مشكلتي أيضا إذا أردت شيئا أتمنى حدوثه، فعندما يقترب حدوث الشيء تصبح عندي رغبة أن لا يحدث هذا الشيء! نعم ـ والله ـ إني إنسانة لا تدري ماذا تريد، ماذا أتمنى، كلما أتمنى شيئا، فلا أرغب به، كنت أتمنى أن يتقدم لي ابن عمي، وفعلا تقدم لخطبتي، والآن أحس بأني لا أريده، ولم تتحرك مشاعري تجاهه.
صرت أصدق ما يقول لي أهلي من أني معقدة، ولا رأي لي!! ساعدوني لأفهم نفسي، وليكون لي القدرة على اتخاذ القرار الصائب في حياتي دون الندم على كل شيء أفعله.