لا أطيق زوجتي ولا أميل لها.. فهل أطلقها؟

0 228

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متزوج منذ سنتين، وأعيش مع زوجتي وطفلي الصغير في الشمال السوري، نزحنا عن موطننا الأصلي، وأعاني من عدة مشاكل نفسية مع زوجتي، حيث أنني أشعر بعدم الرغبة بوجودها في حياتي، ولا أشعر بأي رغبة جنسية نحوها، علما أنني أعمل في أحد المشافي، وأغيب عن المنزل ثلاثة أيام بلياليها كل أسبوع، وهي قريبتي -ابنة خالتي-، وتهتم بالبيت من ناحية النظافة والترتيب، وتعتني بالصغير، فهي تعتبر زوجة مثالية من جميع النواحي، ولكنني في كثير من الأحيان أرغب بالطلاق، بسبب هذه المشكلة.

أفيدوني، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي يبدو أن ذلك حالة نفسية بسبب الحرب الدائرة في بلدكم وتشردكم عن مدينتكم وسكنكم الذي كان فيه استقرار أنفسكم، وهذا يعني أنها حالة طارئة ولن تستمر -إن شاء الله-.

أنت طبيب، وتعرف أن الرغبة الجنسية تحتاج إلى استقرار الحالة الذهنية والنفسية، فانشغال الذهن فيما يدور في البلد، وكثرة القتلى والجرحى يشغل البال كثيرا، ويصاب الإنسان بالتوتر والقلق النفسي، فيدخل في التفكير العميق بالوضع، ويصبح هاجسا في كل وقت، وقد يؤدي ذلك إلى تغير هرمونات الجسم، فيصاب الإنسان بعدم الرغبة في ممارسة الجنس مع زوجته كنتيجة طبيعية، بدليل أن ما حدث لك أمر طارئ.

زوجتك حقا امرأة مثالية، ولذلك لا تفرط بها، والطلاق ليس حلا بل سيزيدك هما إلى همك، والمتضرر الأكبر هو ولدك.

الشيطان الرجيم حريص على تحين الفرص لزرع نفرة الزوج من زوجته والعكس، وتلك النفرة تؤدي إلى عدم الرغبة في المعاشرة لأن الوجدان يكون متشبعا بالفكرة، فأكثر من الاستعاذة بالله منه ومن وساوسه، ولا تعط نفسك الرسائل السلبية، فإن العقل يتبرمج وفقها.

إنها نعمة من الله أن تعود من عملك وبيتك في غاية الترتيب، وتستقبلك زوجتك بكل حفاوة وترحيب، وتقوم بخدمتك وتهيئ لك سبل الراحة، فلا تفرط في هذه الزوجة الصالحة الصابرة والمحتسبة.

أنصحك أن تعرض نفسك على طبيب مختص للتأكد من عدم وجود أمر عضوي أدى إلى عدم الرغبة في معاشرة زوجتك، فإن كانت النتيجة سليمة، فعليك باستشاري نفسي، وكلامي على الحالة النفسية لا يعني أن عندك مرض نفسي -حاشا لله-، وإنما المقصود حالة عارضة أثرت عليك، كالقلق مثلا، ولعلك حين تشكو للطبيب ما تعانيه يشخص حالتك ويصف لك بعض العلاجات الدوائية والسلوكية.

لا بأس أن ترقي نفسك أو تعرض نفسك على راق أمين وثقة، فالرقية نافعة مما نزل، ومما لم ينزل، والقرآن شفاء كما قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ۙ ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}، وقال: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء ۖ}.

أكثر من تلاوة القرآن الكريم في حال فراغك، وحافظ على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك ويذهب عنك القلق والتوتر.

الزم الاستغفار، وأكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فذلك من أسباب تفريج الهموم، وتنفيس الكروب، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

أكثر من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسله أن يخرج هذه الخواطر من قلبك، وأن يقذف في قلبك محبتها، وأكثر من دعاء ذي النون، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون، إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عنك كل سوء ومكروه، وأن يؤلف بين قلبيكما، ويقذف محبة زوجك في قلبك، إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات