أعاني من جمود الأحاسيس وعدم التركيز، فما سبب ذلك؟

0 175

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة، أعاني منذ عامين أو ثلاثة من مشكلة جمود في الأحاسيس، فلا أشعر بما حولي، سواء المكان أو الزمان أو الموقف الحالي، فإحساسي بالاستياء أو السعادة أو المتعة ضعيف جدا، ولاحظت منذ حوالي خمس سنوات أنني لا أستمتع بالنزهات والخروج مع صديقاتي، دائما أجد حاجزا بيني وبين واقعي، كأنني لا أعيش فيه.

لا أهتم بالأحداث، وكل الأشياء لا تشكل فارقا بالنسبة لي فكلها سواء، فمثلا: أين أنا الآن، ماذا أفعل، ماذا يحدث حولي؟ لا تهمني هذه الأشياء، وحتى الأشخاص المقربون مني لا أشعر أنني أحبهم، أو أهتم بهم إلا في حالات نادرة جدا جدا.

كما أعاني أيضا من عدم التركيز، وضعف الذاكرة، ولا أنتبه إذا كان أحد يقوم بشرح أو نقاش موضوع معي، وعادة ما أنسى معظم النقاط التي ناقشني فيها، أو شرحها لي، ولا أستطيع تقييم المواقف تقييما سليما، ولا أتصرف بصورة صحيحة، وأكون محتارة في كيفية الاستجابة للموقف المعين عند التعامل مع من حولي، كما أشعر بالكسل، وعدم الحماس عند أداء الأعمال، وأجد صعوبة في اتخاذ القرارات، فمعظم الخيارات لا تختلف عن بعضها بالنسبة لي، وهذا يشعرني بأنني عديمة الشخصية.

أعاني منذ الصغر من الخيال وأحلام اليقظة، ولم أع أنها مشكلة إلا قبل عدة سنوات، وكنت منذ صغري أجد إطراء ممن حولي، فيصفونني بأنني ذكية وكنت ألاحظ تقدمي على من حولي، لكنني كنت مهملة في دروسي، ولكن مستواي كان متقدما حتى مع إهمالي، حاولت أن أتغير للأفضل لأستفيد من قدراتي العقلية، ولكن دون جدوى، ومع مرور الزمن بدأت ثقتي بنفسي تقل، وأجد بعض الوسوسة، ومن الناحية الجسدية أعاني من غازات وسائل لزج يخرج مع البراز في بعض الأحيان، كما أعاني من تساقط الشعر أيضا، فما تشخيصكم لحالتي؟

أفيدوني مع الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مثاني حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكرا لك على التواصل معنا والكتابة إلينا، بالرغم من الحالة التي وصلتها، ولا شك أن الأمر لم يكن بالأمر السهل، ولذلك أتى سؤالك قصيرا ومختصرا، إلا أنه معبر، ومعذرة على التأخر بالجواب.

فإذا مما فهمته من سؤالك أنك تشعرين حاليا بعدم أو قلة الإحساس بما يجري من حولك، وبأنك لا تستمتعين بحياتك من خروج وغيره، وبضعف محبة من حولك، وتتصرفين بطريقة ربما لا ترضين عنها، وليست من عادتك التصرف بهذه الطريقة، وكأن هناك حالة من إهمال النفس، أو عدم المبالاة بأي حال أنت عليه.

وربما تسألين نفسك فيما يجري معك، وفيما إذا كنت تعاني من مرض نفسي؟ فالجواب نعم، ولكن ليس بالضرورة.

فقد تعانين الآن من حالة من الاكتئاب النفسي، ولذلك فقد فقدت المتعة والاهتمام بنفسك وأهلك والناس، مما جعلك لا تستمعين بحياتك، مما يمكن أن يكون مرده لحالة من الاكتئاب، ولكن وكما قلت من قبل، ليس بالضرورة.

أقول ليس بالضرورة وجود مرض نفسي، لأنه لا يمكننا رد كل شعور وسلوك للمرض النفسي، فقد تكون هذه أعراض لصعوبات التكيف مع مشكلات حياة تعيشينها سواء الأسرية أو الاجتماعية، أو بعض صعوبات العلاقات أو غيرها.

وأكيد أن الحالة التي أنت عليها لها علاقة بطفولتك وتجارب الطفولة وقد ذكرت لنا بعض جوانبها، فنحن امتدادا لسنوات طفولتنا، ولكننا لسنا أسرى لها، وبشكل لا يمكن التحرر منه، وإن كان الأمر صعب أحيانا.

وبغض النظر سواء ما تمرين به حالة نفسية قابلة للتشخيص، ومن ثم العلاج، أو بسبب بعض الصعوبات والتحديات الحياتية، فنصيحتي أنه إن طالت هذه المشاعر وهذه المعاناة، ولم تشعري بشيء من التحسن، فأرجو ألا تترددي في مراجعة طبيب، ولو كان طبيبا عاما وليس بالضرورة طبيبا نفسيا، وعلى الأقل في البداية، في محاولة لمعرفة سبب هذه المعاناة، فالسؤال المطروح أيضا: هل أنت تعانين من مرض عضوي؟ كأن يكون نقص في نشاط الغدة الدرقية أو في بعض الفيتامينات؟ وربما لذلك عندك تساقط الشعر.

وإذا صعب عليك زيارة الطبيب، فيمكنك أن تبدئي بالحديث مع قريبة، أو صديقة صاحبة خبرة، وتقدرين خبرتها في الحياة، فكلنا نحتاج بين الحين والآخر للحديث مع قريب أو صديق، فأحيانا كل الذي نحتاجه هو بعض الفضفضة عما في نفسنا، في محاولة للتخفيف عما نشعر به من انزعاج أو صعوبات.

وفقك الله، ويسر لك سبيل الخروج الآمن من الحالة التي أنت فيها.

مواد ذات صلة

الاستشارات