التدخين وخطورته في الإصابة بأمراض الرئة.

0 159

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري ٢٢ سنة، مدخن منذ أربع سنوات بشكل معتدل وليس بشراهة، أمارس الرياضة بشكل يومي، مررت بظروف نفسية قاهرة خلال الأربع سنوات الأخيرة، وبعدها بدأت تأتيني آلام في المعدة وغثيان بعد الطعام، ذهبت إلى طبيب وعملت فحص بول، فكانت النتائج سليمة، ولكن لدي ضغط دم منخفض بعض الشيء، وقال لي إنها من القولون العصبي، وبدأت اشعر بتعب وإرهاق، فذهبت إلى الطبيب وقمت بعمل فحوصات دم شاملة منها سكر ومستويات كريات البيض والحمراء، ولله الحمد كلها سليمة، وقال لي تعاني من اكتئاب، أنا مصاب بوسواس المرض الذي قلب حياتي رأسا على عقب، وأخشى بالذات من سرطان الرئة.

لقد بدأت بالإقلاع عن التدخين، ولكن هل هذا يقيني من السرطان؟ مع العلم أني أشعر أحيانا بأن لدي ضيق تنفس، لكن الطبيب قال إنه أمر نفسي فقط، لأني أتنفس بشكل طبيعي وعميق.

هل تنصحونني بعمل فحوصات؟ أم هو أمر نفسي فقط؟ مع العلم أني مقصر في صلاتي وفي أمور ديني.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

وأنت في هذه السن الصغيرة نصيحتي لك الأولى ليست البداية بالإقلاع عن التدخين، ولكن أقلع عن التدخين من الآن، فأنت لا زلت صغير السن، ومعظم الذين يدخنون لفترة من الزمن لماذا يستمرون في التدخين وهم كانوا في سن صغيرة، فمعظمهم يقولون: لا نظن سنعيش حتى يحصل لنا سرطان أو أمراض للرئة، وهذا طبعا نظرة غير صحيحة، سرطان الرئة يرتبط ارتباطا مباشرا بتدخين السجائر، فالآن حرصا على صحتك عليك التوقف عن التدخين الآن، وإذا كان ذلك صعبا فيمكنك اللجوء إلى عيادة من عيادات التدخين المنتشرة، وأحيانا سوف تعطى بعض الأشياء التي ستساعدك في ذلك، مثل لاصقات النيكوتين، أو بخاخ النيكوتين، لبان النيكوتين، أو مثل هذه الأشياء، فهذه الأمور تساعد على التوقف عن التدخين، وهذا ما تحتاجه لصحتك في المقام الأول، وللرهاب الذي تعاني منه الآن.

طالما تستمر في التدخين وفي نفس الوقت تعاني من رهاب الأمراض - خاصة رهاب أمراض الرئة - سوف يستمر هذا الرهاب، لأن تناولك للتدخين مستمر، ولكن الذي أحب أن أطمئنك إليه أنه ثبت علميا أن عندما يتوقف الشخص عن التدخين فإن احتمالات إصابته بسرطان الرئة تنخفض بنسبة كبيرة، وكلما ابتعد عن التدخين احتمال الإصابة بسرطان الرئة نسبته ضئيلة جدا، مثله مثل الذين لا يدخنون، فهذا بشرى كبيرة للناس لكي يتوقفون عن التدخين، وفي حالتك التوقف عن العلاج هو علاج من هذا الرهاب الذي تعاني منه.

لا ننصحك بعمل أي فحوصات، لأن عمل فحوصات سوف يدعم المخاوف المرضية ولا يعالج رهاب المرض، بل بالعكس العلاج هو أن تتوقف عن عمل مزيد من الفحوصات، عليك بالاسترخاء من خلال ممارسة الرياضة، أيضا تؤدي إلى الاسترخاء وإلى تحسين صحتك، وعليك بالانتظام في الصلاة، وقراءة القرآن والحرص على الذكر والدعاء.

وفقك الله وسدد خطاك.

مواد ذات صلة

الاستشارات