السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب من الجزائر، أبلغ من العمر 30 سنة، أبحث عن الزوجة الصالحة، لكن لدي سؤال أتمنى الإجابة عليه:
1- أنا شاب في بداية التزامي، وأود أن أتزوج من فتاة ملتزمة، ولا أملك مسكنا خاصا بي، وإن سكنت مع أهلي أخشى أن تواجه زوجتي مشقة بسبب حجابها والتزامها، فمثلا: أثناء زيارة إخوتي (عائلة من العوام) لنا أو أحد من الأقارب غير المحارم، لأن منزلنا عبارة عن: شقة بأربعة (04) غرف "غرفة للوالدين، غرفة لي، غرفة لأختي، غرفة لاستقبال الضيوف"، ووجود (عائلة من العوام)، وبعض المخالفات الشرعية كارتفاع صوت الموسيقى من التلفاز في بعض الأحيان، ووجود الاختلاط أثناء زيارة الأقارب والتساهل في الكثير من الأمور.
علما أن والدي (أبي) قد صرح لي مؤخرا أنه يريد أن أسكن وأستقر معه في البيت بعد الزواج؛ نظرا لكبر سنه (65 سنة)، ولديه مرض السكري وضغط الدم، والوالدة (61 سنة)، وأنا محتار ما بين السكن لوحدي بعد الزواج خشية التنازل والتهاون في الأمور الشرعية إن سكنت مع الوالدين، أو البقاء معهما واحتساب هذا العمل ببر الوالدين، فبماذا تنصحوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على التواصل معنا، ونسأل الله أن ييسر أمرك.
والجواب على سؤالك: بداية نحيي فيك الحرص على الزواج من امرأة متدينة؛ فهذا مما أوصت به شريعتنا، والمرأة الصالحة من أفضل متاع الدنيا، وما ذكرت من التردد في السكن مع الوالدين، وقد يوجد محاذير من وجود اختلاط وسماع موسيقى في بعض الأحيان، وأنت لا تريد ذلك لأنهما محرمان، فالذي ننصحك به هو أن تتزوج في بيت الوالدين، وذلك لأمور:
- الأول أن هذه رغبة الوالدين، وأنت تعلم حاجتهم إليك في الرعاية والاهتمام، وأيضا لكبر سنهما وما يصحب ذلك من المرض.
- الثاني أن البيت ليس فيه المحاذير من اختلاط وموسيقى غالبا، فأنت حاليا تسكن فيه وأنت متدين، فكذلك إذا جاءت الزوجة فهذه المحاذير غير موجودة إلا نادرا، والنادر لا حكم له.
- الثالث: ما ذكرت من المحاذير من اختلاط وسماع للموسيقى يمكن التغلب عليها، فإذا جاء الأقارب من الرجال فيمكن للزوجة أن لا تظهر عليهم، وإذا احتاجت إلى الظهور فتكون لابسة لحجابها، ومع مرور الزمن سيعتاد هؤلاء الأقارب ولن يكون هناك اختلاط بإذن الله تعالى.
- وأما الموسيقى فيمكن أن تقنع الوالدين وأختك من خلال فتاوى العلماء بحرمة الغناء وما فيه من المفاسد، وإذا حصل سماع لشيء من الموسيقى فليس عليك ولا على زوجتك إثم في ذلك؛ لأنكما لم تقصدا السماع إنما حدث من غيركما، وأنتما لا تحبان ذلك بل تنكراه، وإذا اجتهدت في إصلاح حال البيت وأنت فيه فهذا خير من خروجك منه.
- وفي الأخير أرى زواجك في بيت الوالدين طاعة وبرا بهما.
وفقك الله لمرضاته.