أحب شابا والأقدار حالت دون زواجنا.. فكيف أخرجه من حياتي؟

0 143

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الصراع الداخلي، وأفتقد السلام والراحة، تعبت من الأفكار، ولم أتخذ أي قرار، منذ سنة أحببت شخصا بادلني المشاعر نفسها، بنينا حياتنا وأحلامنا، ولكنه تقدم لخطبتي في وقت كانت أمي تعاني فيه من التعب، وهي متعلقة بي بشدة، فرفضت الزواج، وطلبت منه الانتظار، وافق ولكن أهله رفضوا الأمر، وخطبوا فتاة أخرى، ووضعوه أمام الأمر الواقع، غضب خطيبي، وحينما سأل أخاه عن السبب، قال له: أنا أعرف مصلحتك.

تزوج الشاب بفتاة غيري، وهو مرغم، ووافق خشية من كلام الناس، وحتى لا يقولوا رفض بنتا موافقة عليها، ومن هذا الكلام، وفضل بأن يتزوج، المشكلة بأنه ما زال مستمرا معي، ويحبني ويريدني، وأنا كذلك أحبه وأريده زوجا، ولكني أشعر بتأنيب الضمير، والحرب بداخلي مشتعلة؛ لأنني لا أريد ظلم زوجته، فلا ذنب لها، وقلبي متعلق به، وهو كذلك، أفيدوني ماذا أفعل؟

وشكرا لكم.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نعيمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في الشبكة الإسلامية، وردا على استشارتك أقول:
إنني أقدر احتياجاتك العاطفية والنفسية، ورغبتك في الزواج من أجل إشباعها، ولكن الطريقة التي سلكتها ليست هي الطريق الصحيحة للوصول إلى غايتك، فغالبا ما تكون نهاية الطريق مسدودة، إضافة إلى مخالفتها لقيمنا الإسلامية التي تراعي المصلحة العظمى للإنسان.

الزواج رزق من الله يسير وفق قضاء الله وقدره، وتحصيل الأرزاق يتم بالطريق المشروع، وقد حثنا نبينا -عليه الصلاة والسلام- على ذلك فقال: (إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها فأجملوا في الطلب فإن رزق الله لا يأتي بالمعصية).

كم كنت أتمنى ألا تصلي إلى ما وصلت إليه، فإنني أحس بما تعانينه من الحزن، والكآبة، وضيق الصدر، وعدم قدرتك على البوح بمعاناتك.

كوني على يقين أن ما قدره الله هو خير لك، وإن كنت ترغبين بخلافه، يقول العلامة ابن القيم -رحمه الله-: (والعبد لجهله بمصالح نفسه وجهله بكرم ربه وحكمته ولطفه لا يعرف التفاوت بين ما منع منه وبين ما ذخر له، بل هو مولع بحب العاجل وإن كان دنيئا، وبقلة الرغبة في الآجل وإن كان عليا).

قد يحب الإنسان شيئا وهو شر له، وقد يكره شيئا وهو خير له، لأنه لا يعلم الغيب، يقول تعالى: {وعسىٰ أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ۖ وعسىٰ أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ۗ والله يعلم وأنتم لا تعلمون}.

لعل هذا الشاب ليس من رزقك، وفواته ليست نهاية الدنيا، وكما أنه وجد رزقه، وسوف يأتيك رزقك، وكونك لا زلت متعلقة به لأنه أول شاب عرفته ونميت علاقتك معه، وكنت تأملين الزواج به، وهذا أمر طبيعي، لكنك مع الصبر والتصبر ستنسين الموضوع -بإذن الله-.

أنصحك أن تقطعي تواصلك معه، وتغيري رقم هاتفك، وكل الوسائل التي كنت تتواصلين معه عبرها، مهما برر لك فهو متزوج، وأنت أجنبية بالنسبة له، ولا يجوز أن تعينيه على خيانة زوجته أو الإضرار بها، ولو كنت في مكان زوجته لما سمحت له أن يفعل ذلك مع غيرك، وأخشى إن بقيت على تواصل معه أن يعاقبك الله من جنس فعلك.

اصبري وتصبري، وإياك أن تذلي نفسك مرة أخرى بسلوك نفس الطريق مع شاب آخر.

سيأجرك الله كونك وقفت مع والدتك، وسوف يعوضك بمن هو خير منه، فدعوة من والدتك خير من الدنيا وما فيها.

لا تعط نفسك الرسائل السلبية بأنك لا تقدرين على فراقه، فإن الرسائل السلبية تصيبك بالإحباط، وتعيقك عن الإنطلاق، لأن العقل يتبرمج وفقها، فأنت تستطيعين فراقه وتغيير مسار حياتك نحو الأفضل -بإذن الله- مارسي حياتك بشكل اعتيادي، وارضي بقدر الله تعالى.

لكي يزول همك أكثري من الاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب زوال الهم كما يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكف همك ويغفر ذنبك).

الزمي بتلاوة وردك اليومي من القرآن الكريم، وحافظي على أذكار اليوم والليلة يطمئن قلبك كما قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ۗ ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك وأن يذهب همومك وكروبك إنه سميع مجيب.

مواد ذات صلة

الاستشارات