السؤال
السلام عليكم..
جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه من استشارات ونصائح.
مشكلتي قد يعاني منها الكثير من الشباب، فأنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، أعاني دائما من الوحدة خارج المنزل، ولا أستطيع تكوين صداقة, بمعنى أنه لدي صديق واحد فقط, مع العلم أني شخصية اجتماعية جدا، وأستطيع التحدث في مجموعات من الناس بلا حرج وبتلقائية، وأجادل أي أحد, لكني أحس دائما بالنقص، وأني لست بالشخص المؤهل لأن يصادق أو يكون مهما وضمن مجموعة يمكنها أنها تنسق فيما بينها لعمل الرحلات أو السهر ليلا، أو يمكن أن يكون عضوا فعالا ومهما في مجموعة.
أشعر دائما أني بلا قيمة في المجتمع وبلا أهمية، فهل السبب مني أم من الناس؟ وكيف أتغلب على تلك المشكلة؟ وكيف أستطيع لفت الأنظار وجذب الناس إلي؟ أريد حب الناس، وأريد أن يكون لي وضعي في المجتمع.
أشكركم على حسن استماعكم لنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا بهذا السؤال، والذي كما ورد في رسالتك كثير ومنتشر بين الشباب، والذي ربما له علاقة بأمرين، قليل من الرهاب الاجتماعي، وبعض الضعف في تقدير الذات والثقة بالنفس.
ولكن أرجو الانتباه أن هناك فروقا فردية بين الناس، ليس لضعف فيهم أو مرض أو اضطراب، إلا أن طبائع الناس وشخصياتهم مختلفة ومتباينة، فمنهم الاجتماعي الكثير الأصدقاء، ومنهم الاجتماعي إلا أنه قليل الأصدقاء، وفي كل خير، ولكل ظروفه الخاصة، والمهم أن يكون الشخص مرتاحا ومنسجما مع نفسه وحياته، وهو غير محتاج أن يقارن نفسه بالآخرين ليكون مثلهم، وكما يقول الحديث النبوي: "اعملوا فكل ميسر لما خلق له".
ومع ذلك إذا رغبت بالتغيير، فمما سيساعدك هو التغيير البطيء، بحيث تحاول التعرف على بعض الشباب الجدد، وأن تحاول أن توجد جوا طبيعيا للقاء بهؤلاء الشباب الجدد، وبعد قليل ستجد أن لك أكثر من صاحب أو صديق، ولكن انتبه لنوعية هؤلاء الأصحاب أو الأصدقاء، فكما يقال "الصاحب ساحب"، فاحرص على رفقاء الخير والصلاح.
وانتبه أن تستفيد من الفرص الطبيعية للقاء والاجتماع بالآخرين، واحذر التجنب -تجنب اللقاء بالناس-؛ ففي الغالب هو السبب الرئيسي لقلة الأصدقاء، والذي سببه وكما ذكرت في بداية جوابي شيء من الرهاب الاجتماعي، والذي يدفع صاحبه وحتى صاحب الشخصية الاجتماعية للتجنب، وبالتالي الحرمان من الفرص الطبيعية للقاء الناس وتكوين الصداقات.
وبالنسبة لبعض ضعف الثقة بالنفس وتقدير الذات، ولكي تعزز ثقتك في نفسك: حاول أن ترى الإيجابيات الموجودة في حياتك ولا تركز فقط على الجوانب السلبية، أي أن ترى نصف الكأس الممتلئ كما ترى النصف الفارغ، مما سينعكس على تطويل حياتك بكاملها.
وفقك الله وكتب لك الصحة والعافية.