السؤال
السلام عليكم
أنا أم لثلاثة أولاد، بنتين وابن، بنتي الكبيرة بعمر 20 سنة، فوجئت بأنها تراسل أحد زملاءها في الكلية على الواتساب، وعرفت من الرسائل أنها تحبه.
علما أننا أسرة متدينة، ولكن بعد انفصالي عن أبيهم وإقامة الأولاد معي أهملهم أبوهم، ولا يتابعهم تربويا إطلاقا، كما أنه يتعنت في زواج ابنته، فماذا أفعل؟ وكيف أتعامل معها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
ابنتك عندها عواطف تريد إشباعها، خاصة أنها تدرس في كلية مختلطة، والذي ينبغي أن تتعاملي معها بلطف وتتفهمي مشاعرها واحتياجاتها، وأن تقتربي منها أكثر، خاصة في هذه المرحلة، وأن تضفي عليها من حبك وحنانك، وتشعريها بالأمان بقربك.
اتركيها تبوح لك عما في نفسها، فالضغط عليها وزجرها قد لا ينفع، ولا تشعريها في البداية بأنك عرفت أنها تراسل زميلها، واجتهدي بتقوية إيمانها، وتوثيق صلتها بالله تعالى، وزرع المخافة من الله في قلبها وتحذيرها من الذئاب البشرية الذين يعبثون بأعراض المسلمين، ومن ثم ينصرفون تاركين الفتاة تصطلي بنار العار.
بيني لها أن دينها أرادها أن تكون عزيزة مطلوبة لا ذليلة طالبة، وحذريها من الوثوق بمن قد يدعي أنه يحبها، وأنه يريد الزواج بها، فإن تلك بداية الاستدراج لإيقاعها في الشباك، فمن كان حقا يريدها فليأت البيوت من أبوابها.
كرسي غرس القيم الإسلامية في نفسها، واجعليها تترك التراسل مع ذلك الشاب وغيره عن قناعة وليس عن إكراه وخوف، فالإكراه والخوف لن يؤديا شيئا بل ستلجأ إلى أساليب أخرى وقد تكون عملية.
إن بينت لك ما تقوم به فلا تزجريها الزجر الشديد، وإنما عامليها معاملة المريض برفق ولين وحكمة، فإن تركت واستقام حالها فالحمد لله، وإن بقيت فاستغلي نقاط ضعفها في معالجتها كأن تعرضي عنها وتبيني غضبك وتتركي الكلام معها، فذلك أسلوب من أساليب التربية ويمكن أن تهدديها بمنعها من الدراسة.
أشغليها في مذاكرة دروسها وحذريها من الدخول في قضايا الحب، لأنها تشتت الذهن وتعيق عن التحصيل العلمي، واجعليها تشاركك في أعمال المنزل ومتابعة دروس إخوانها وحمليها جزءا من المسئولية في البيت لأنك إن لم تشغلي فراغها بالمفيد استغلته بما يعود عليها بالضرر، ولا بد من التفاهم مع والدها بخصوص زواجها وتحذيره من مغبة التعنت في أمر زواجها لأن ذلك قد يجعلها تنحرف عياذا بالله.
إذا لم يتفهم فلا بد من توسيط بعض معارفكم أو أحد أهله وأصدقائه، وخاصة من يثق بهم ويتقبل نصحهم، فإن لم يقبل وكنت كما ذكرت مقيمة في أمريكا فلا بد من رفع أمره إلى مدير المركز الإسلامي، لأنه هو المكلف والمرخص له بفصل النزاع في مثل هذه القضايا بين أبناء الجالية المسلمة في المنطقة التي تعيشون بها، ويمكنه في حال عدم استجابته أن يزوجها بمن يتقدم لها لأنه يقوم مقام الحاكم الذي يحل محل الولي العاضل.
أسسي لحلقة لتلاوة القرآن الكريم في البيت واقرئي تفسير بعض الآيات من تفسير الشيخ عائض القرني أو تفسير السعدي، واقرئي كذلك أحاديث بعض الأبواب المهمة من كتاب رياض الصالحين للعلامة النووي، مع شرح الشيخ ابن عثيمين، فذلك سيكون له مردود إيجابي بإذن الله.
نسأل الله تعالى أن يوفقك ابنتك للاستقامة على دين الله، وأن يجنبها الزلل ويعينك على حسن تربية أبنائك ويقر عينيك بصلاحهم.
والله الموفق.